مقالات مجد الوطن

فنار ووهج (دانة..درة فخر)

 

من غياهب موج الخليج العربي المتلاطمة، ومن عمق ذاك المسطح المائي جاءت تلك الدرة، مكنونة في محارتها ابنة الأحساء المثمر كنخيله، دانة العيثان مع اسمها تتناغم، لؤلؤة حيية أحبت واحة الجزيئات وسلكت طريق المركبات وصنعت لنفسها مجدا بين العضوية والفلزات، ورثها ابن حيان شغفه ومنحها الرازي سره، دانة ومثيلاتها عرفن أن الريادة ليست بكشف العورات والعويل بحجة النشوة في الحفلات ، بل بالعلم وإنجازاته، بل حتى في حديثها ما وجدنا لها حشوا للغة الانجليزية تشدقا وتصنعا، ماتركت هويتها العربية ولغتها لتصل للعالمية ، بلغتها برداء تقليدي ساتر وحجاب عاطر ولم تقفز الخصلات من شعرها هروبا من طرحتها، ولم تتنكر لإسلامها وحجابها المعتدل الوسطي البهي، بل ظهرت كفتاة مسلمة رائعة بارعة، اشتهرت بما داخل رأسها من علم لا بكشف جسدها عن مفاتن وعورات، اتضح أن ترك الحجاب وركوب موجة المحرمات لايرفع رأسا، بل بهذه وهؤلاء من المبدعين و المخترعات نرفع الرأس، نرفع بطاقة حمراء في وجوه الأمهات والآباء الذين يغربون أولادهم بتقديس الانجليزية فحسب ونبذ العربية والدين، هاهي دانة كيميائية مسلمة عربية لاتدس هويتها خجلا بل ترفع رأسها بها، وصورها العالم كله بالرغم من أنها بحجاب وتتقن الانجليزية أو على الأقل تعرفها لكنها لاتتشدق بها .
دانة نموذج صحيح يجب أن يعمم، والمؤكد أننا لانتوقع من جميع فتيات السعودية أن يصبحن عالمات فكل يبدع في مجاله، لكنها أيقونة لمعنى التحضر الحقيقي ومواكبة الأمم وتحقيق رؤية ٢٠٣٠ المأمولة.
دانة وغيرها من بناتنا المبدعات، ذكرتني بطفلة ومراهقة عشقت الفيزياء وتمنت لو صارت مخترعة، وتناءى بها زمنها عن تحقيق حلمها، والحمدلله كانت براعتها في حقول أخرى كثيرة، ألا إنها كاتبة هذه السطور، لذا أجدني في قمة فرحي مع كل درة عربية مسلمة سعودية تضيف للبشرية إنجازا يشرح معنى تعمير الأرض.
علموا أولادكم حب العلوم والإنجاز لا مجرد عبادة الإنجليزية وهوى الغرب الذي يطمس هويتنا، فلنتعلم ألف لغة ونتقنها مع حب العربية والحفاظ على الثوابت بوسطية، فنعيش وننجز ونخترع ونباهي الأمم ونضاهيها ونستقل في ظل قيادتنا الرائعة العظيمة ونتاج شعبنا العظيم اقتصاديا و نقوى سياسيا بإرادة و همة من حديد.
المنتخب السعودي للعلوم والهندسة رفعنا بكم هاماتنا وعلى دولتنا الفتية الحبيبة استثمار طاقاتهم و تسخير الإمكانيات لهم و لهن ليبدعوا أكثر.
ودورنا جميعا أن نعمق صلة أبنائنا بربهم وبكتابه ونهج رسوله عليه السلام ولنجعلهما منهج حياة ، ونحببهم في العلم النافع فهذا الدين يحب العلم والإنجاز، ولنعش ونستمتع و نلهو بدون تجاوز وقت اللهو ونعمل بكد وقت الجد، فما من تعارض، هذه معايير التحضر وبلوغ الذرى.

دانة ..درة لدينا مثلها ألفا فقط لنحسن رعاية المحارات.

د.فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى