مقالات مجد الوطن

دنيا فانية

 

منذ فترة ابتعدت و لم اكتب انشغالاً بِأمور حياتية دنيوية وعلمية دراسيه أسأل الله الا يشغلنا الا في طاعته ولكن !! في تلك الفترة كنت ارى انه كم هي صغيرة هذه الدنيا تجمع وتفرق ففي كل لحظة يضيء هاتفي اشعاراً بخبر تعزية او دعوة فرح اوعند تصفحي في وقت فراغي لمواقع التواصل الاجتماعي اجد البعض يضع دعاء لمريض انهكه المرض او فاجعه الموت بأحد افراد اسرتهم او فرحة احدهم بتخرج او اجتياز او ترقية وظيفية ، لحظتها افكر!! كم نحن بشر لا نملك الا مواساتهم بالصبر او تعزيتهم في فقيدهم او تهنئتهم والتبريك لهم لنجاحهم اوالدعاء بالشفاء لمريضهم .
ثم اقفُ طويلاً متأملةُ الكثير من الايام تنطوى فااسمع اخباراً اخرى ومواضيع شتى ولا ندرك ان لنا احباب واصحاب انقطعنا عنهم او انقطعوا عنا بسبب الانشغال، ومشاكل الحياة ،وهموم البعض ،وسفر البعض الاخر
و احاور نفسي عند تأملها وفي ذات الوقت اجيب عليها:
لماذا ؟ البعض يعاتبنا عندما لا نتزاور ؟
لماذا ؟البعض يعتقد انك متكبرا متغطرساً لا تحب احداً؟
بل لماذا البعض ينقطع عنك طويلاً واذا مرضت او وقعت لك واقعه جاء مهرولاً لزيارتك ؟ فتكون اجابتي: لنفسي لا تعلمين السبب او اقول لا اريد ان اتدخل في نوايا الاخرين ربما اكون ظالمة لهم!!
او ربما لديهم ما يكفيهم فالحياة تغيرت والمشاغل والهموم ازدادت!!!
اتذكر يوماً في اروقه احدى المستشفيات عندما كنت في استراحة النساء انتظر دور والدتي لدخولها عيادة امراض القلب
كانت هناك امراة كبيرة في السن تتحدث مع هذه ومع هذه فنظرت لي وقالت: انتي تنتظرين دورك هنا ؟ فقلت لها نعم
فقالت مم تشتكين؟
فقلت لها والدتي المريضه وانا ارافقها .!
فقالت اذا لم يخيب ظني بسبب الضغط اليس كذالك انهم الابناء الله المستعان ؟ فقلت لها لا والله امي تعاني من الضغط منذ زمن طويل!
ثم صمتت قليلاً!!
فعادت للتحدث معي مره اخرى وقالت بالعاميه( والله انا يا بنتي اراجع هنا بسبب الضغط عندي اثنين من العيال احرقوا قلبي اعمارهم في العشرين والثلاثين وانا اصرف واكلف عليهم رفضوا انهم يشتغلون او يقومون بي او القى منهم خير في الدنيا هذه جابوا لي مرض القلب…. ) والكلام يطول
هي تتحدث وانا انظر في عينيها وتجاعيد يدها والصمت يطبق على فمي لم استطع ان اتحدث معها او ارد عليها لا ادري لماذا هل رأفت ًبحالها ؟. ام لانني لم اجد اجابةً فا اكتفيتُ قائلةً لها : ادعي لهم بالهدايه يا خالة ان الله لم يريد لهم الرزق الفرج عند الله قريب يا خالة .
صمتت ولم تتحدث معي مره اخرى ربما لم يعجبها الرد او ربما تاملت في الله خيراً باذنه او ربما لديها هماً كبيرًا اتمنى لها الفرج .
الشاهد في الامر :
كل هذا الكلام الذي ذكرته وتلك القصة والحوار اوضحت لي انني كل ما نظرت الى مصائب الاخرين العظمى تهون عليه مصيبتي وانه كلما كان همي كبيرًا فتذكرت ان الله اكبر يفرج الهموم وحمدت الله الف مره على نعمة الصحة والاهل والعلم ثم احمدُ الله على رزقي حتى لو كان قليلاً وكنت فقيره فأحمِدُ الله واشكره ثم اتذكر ان هذه دنيا فانيه احيا فيها عمراً وأُغادرُها في لحظة
لذلك يقول الله تعالى(( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان فِي كَبَد )).سورة البلد . آيه 4
اي بحسب تفسير العلماء ان ابن ادام في مشقة وعناء من يوم تلده امه حتى يجتاز صراط جهنم فإما في الجنة وإما في النار والله اعلم …

اشواق حكمي✍🏻

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى