مقالات مجد الوطن

تخيروا…………..

 

وفاء عبدالعزيز

هل يؤثر المستوى التعليمي والثقافي للأنثى والرجل
في الحب ، وأسلوب تعامله مع الشريك والزواج بالمجمل ؟
هذا السؤال مدخل لموضوع شغل تفكيري منذ فترة بعد سماعي لأمور جعلتني
أقف مستغربة من البعض ونهجه في الزواج ، اليوم وفي زمننا هذا
لا يجب أن تغفل عن ” تخيروا لنطفكم إن العرق دساس”، ولا تسقط من حسابك مسألة التعليم والمستوى الفكري لمن سترتبط به، وإلا ستعيش
زواجًا لن أقول تعيسًا بل ستندم فيما بعد لأنك لم تحسن الاختيار، وستشعر بشيء من الحسرة على نفسك لأنك مع الشخص الخطأ ، كذلك الدكتور الذي
نشر قبل فترة على تويتر أن لهُ زوجة جميلة وخلوقة لكن تحصيلها العلمي لا يتعدى شهادة الثانوية، ولا
تجيد الإنجليزية ويشعر بالخجل منها ، ولسعادة الدكتور أقول
لماذا لم تشترط على أمك العزيزة حين قررت الزواج
أن تبحث لك عن المتعلمة، المثقفة التي تتباهى
بها ؟
لماذا تفكير عقلك “المتعلم” لم يركز إلا على الوجه
والجسد؟!
ولماذا إيها المتحضر لم تدفعها إلى تطوير نفسها لتتناسب مع مقايسك؟، يكفيني هذه الأسئلة
والحق أنه بالرغم من موقفك المخجل، ومثلك الكثير
ناحية زوجاتهنَّ أو أزواجَهُن فهناك من النساء كذلك من تخجل من زوجها السائق أو البائع لأنه لم ينل ذلك الحظ من التعليم؛ إلا أنه بالفعل يصعب العيش مع شريك
لا يناسبك فكريًا ولا تشابه بينكما في الاهتمامات وغيرها، وحتى في العاطفة والحب يبقون بسطاء في مشاعرهم وطريقة رؤياهم لحياتهم مع الشريك، قد لا يكون للعلم دخل في المشاعر، وأن تحب شخصًا
يجب أن تتقبله كيف ما كان، لكن إذا لم يكن العقل
مقتنع به فدوام الحب محال، فحين نكون مثقفين نكون في الحب وعواطفنا مختلفين لهذا يشترط البعض العلم والثقافة في شريك حياته ليس تكبرًا
كذلك السيد الدكتور أعلاه بل لأنه لا يجد نفسه إلا
مع من يناسبه في الفكر والعلم والثقافة؛
لنضرب لكم مثلاً ونأتيكم بنماذج من الواقع، بعض الإناث المتزوجات من رجال مهمين في (المركز والعلم) تجدها تركز على إشغال زوجها بالانجاب ومتطلبات الأولاد والبيت وغيرها، تفكيرها
المحدود، القديم في طرازه يدفعها إلى التفكير إنها
إذا انهكته وشغلته بالأولاد وكدستهم على عاتقه لن يكون هناك مجال في حياته لأخرى حتى وإن كان يتمنى ذلك سيعزف عن
الفكرة، وهو يرى المسؤوليات تتضخم فوق رأسه، وربما علي أن أنفي عنها صفة “البساطة” السالفة الذكر وأمنحها لقب ” الداهية” أفضل، لكن هذه الداهية لا تدري أن ” المسيار” هو أفضل الحلول عند زوجها ليرتاح منها قليلاً ويتنفس، ويشعر بأنه مع الأنثى التي يريد
ولو لفترة من الزمن ومن دون التزام ( وتحدث) ، ولو أنها حاولت أن ترتقي بنفسها كما
تفعل بعض الزوجات وترقى لمستواه بتثقيف نفسها
لارتقت بمشاعرها ناحيته قبل طريقة تفكيرها، فكم من
رجُلٍّ فخور خرج يتحدث عن عصامية زوجته معه ووقوفها إلى جانبه وتشريفها له في كل محفل من ذلك الزمن الجميل الذي أنجب سيدات رغم نيلهنَّ تعليمًا بسيطًا إلا أنك تجد الواحدة منهنَّ تثقف نفسها في
الطهو والضيافة وتقرأ في هذا وذاك ليكون هناك
تناسب في الفكر بينها وبين زوجها، وليشعر أنه بالإمكان أن يحادثها في أي شيء ويعتمد عليها كذلك في أي شيء.
أما في حال زواج امرأة متعلمة من رجل
حاصل على شهادة متوسطة أو أقل ستجده في
أغلب الحالات التي قرأت عنها مبتلى بالغيرة، ويعاملها
بلؤم ويستغلها ويحط من قدرها في كل مناسبة،
مسألة أن التعليم والمستوى الثقافي لا يؤثر على علاقة
الرجل بالمرأة عند البعض هذه تعود لكلاهما، و
تمسكهما ببعضهما ، و
اجتهاد كلٌّ منهما في سبيل الآخر لكي لا يطغى الفارق
ولا يشعر أي طرف بالنقص أو الفوقية، غير ذلك
لن يكون هناك توافق وسترى تلك النماذج التي ذكرتها وأكثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى