مقالات مجد الوطن

التفكير المفرط

 

التفكير هو عبارة عن سلسة من النشاطات العقلية غير مرئية و غير ملموسة يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير من أحد الحواس

طبيعي أن نفكر
و أن ندرك الواقع
أما التفكير المفرط هو التفكير المستمر بجميع الأمور سواء صغيرة أو كبيرة مما يأخذ منا وقتاً في التحليل و التفسير
و إضاعة الوقت و الفرص

ما هي أسباب التفكير المُفرط؟

_ عدم تقبُلك لأخطائك وعيوبك.
_ اللوم الشديد للنفس _ الحساسية اتجاه كلام المحيطين بك.
_ خوفك من التصريح بأرائك أو أفكارك ظناً أنها لن تلقى قبول الموجودين حولك
_ الكسل وحالات الفتور أو العكس تماماً الضغط الشديد الذي قد يفجرك في لحظة!
_ تجاربك السابقة
أو الحكم المُسبق على الأمور دون تأن أو محاولة للفهم لذلك يتشكل لديك نظرة خاطئة تُعيق إقدامك على الخطوة التالية
_ العقل الباطني يردد دائماً هل سأنجح أم لا؟

وغيرها من الأسباب التي تعيق تقدمنا وتزيد من تفكيرنا وقلقنا تجاه أي شيء يواجهنا أثناء معاركنا اليومية

هناك خمسة عشر نصيحة
اصغ لصوت قلبك:
لا بأس بأن تجلس مع نفسك أولاً وتتعامل مع الأمر كأنه مشكلة تحاول التخلص منها باتباع المنهجية العلمية فلاشك أنّك شعرت بها وتحاول فهمها ومعرفة أسبابها وإيجاد الحلول المناسبة.
كُن أناني:
لا أقول لك أن تُصاب بالنرجسية!
بل علينا أنّ نتقبل ذواتنا وأنّ نحضنها جيداً
أعلن الحرب على ماضيك
اشغل نفسك: الوقت الذي تأخذه في التفكير والتشتت حاول أن تعمل به
كتعلم مهارة جديدة تجريب أشياء لم تُجربها سابقاً
لن يضرك العمل بالبيت كإعادة ترتيب ديكور غرفتك أو منزلك
أو الطبخ مثلاً
التحكم بالعصبية:
يمكن لك التخلص من هذا الأمر بتغيير مكانك
أو الابتسام
ففي بعض الدراسات مثل نظرية دارون
“إذ وجد أن الاستجابة الوجهية تعيد برمجة الحالة العصبية
والمشاعر على حد سواء بصورة تجعلنا نشعر بالارتياح حين الابتسام”. كما أنها أيضاً تُحفز الدماغ على الإنجاز
لا تترد من التصريح بمشاعرك
وما بداخلك
لا توأد أحزانك لست مجبراً على ذلك
بل خذ وقتك لتشافي والتعافي من جراحك وضمدها جيداً
لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم:
غالباً تسعى لإرضاء الجميع على حساب نفسك وتسير بالعلاقات معهم باحتمال تصرفاتهم المزعجة لأنك تراه الصواب للحفاظ على الودّ
لكن هل فكرت بكمية الأذى النفسي الذي تأخذه منهم؟
كم ستحتاج من الوقت لتعافى؟
لا تورط نفسك بمعارك تُهلك طاقتك دون جدوى
تعلم قول لا:
أحياناً لطيبة قلبك يطلب منك الآخرون أعمال لتقوم بها أنت رغم معرفتهم بانشغالك
لذلك قول “لا” لهم يُريحك من عبء تحميلك ما لا طاقة لك به.
حافظ على ديمومتك الجسدية مثل لعب الرياضة اليومية
والفكرية وذلك بالخروج من تلك الأماكن المملة ونتعلم منها اليأس والإحباط لتوقفها عن العمل، فمتى انحرف المكان عن الهدف الذي أتيت له اخرج ولا تُبالي.
تعلم كيفية اتخاذ القرارات
وهنا إن كنت تخشى من مواجهة ذاتك
ضعها بالمقدمة
مع كثرة المواقف ستضيعُ رهبتك من التحدي والمواجهة.
ركز على أهدافك ومن الأفضل أن تكون واضحة، واقعية، مرنة، ومن ثم جزئ هذا الهدف.
فكر بإيجابية، بدلاً من توقعك الأسوأ دائماً وتنبأك بالفشل مُسبقاً، استبدلها باستغلال تلك الساعات للعمل بدلاً من إضاعته.
حافظ على سلامة بيئتك:
اختر من يشجعونك دائماً
يصححون لك عثراتك ويساعدونك في تخطي ما تقلق منه
ومن هم أفضل منك وأكثر إقبالاً على الحياة سيصيبونك بعدواهم.
كما قال ايليا أبو ماضي: “فلعل غيرك إن رآك مرنماً طرح الكآبة جانباً وترنما”
من قصيدته “قُلت ابتسم”.
لا تذهب إلى النوم إلا وأنت مُنهك كي تنام أسرع.
إن لم تستطع التعامل مع الأمر بنفسك توجه لأحد الأشخاص الذين تثق بهم
أو لمرشد نفسي يساعدك بالتخلص من هذا الأمر

في النهاية يقول مصطفى صادق الرافعي من كتابه وحيّ القلم :
في جمال النفس يكون كل شيء جميلاً
إذ تلقي النفس عليه من ألوانها فتنقلب الدار الصغيرة قصراً
لأنها في سعة النفس
لا في مساحتها هي

وتعرف لنور النهار عذوبة كعذوبة الماء على الظمأ
ويظهر الليل كأنه معرض جواهر أقيم للحور العين في السماوات
ويبدو الفجر بألوانه وأنواره ونسماته
كأنه جنة سابحة في الهواء

في جمالِ النفسِ ترى الجمال ضرورة من ضرورات الخليقة
وكأن الله أمر العالم ألا يعبس للقلب المبتسم

ندى فنري
مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى