مقالات مجد الوطن

7 روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

– ردي ولا تتهربين من الإجابة.
– لن أتهرب.. سأجيبك ونحن نأكل.. هيا أنزلي..
كانت (قناعة) مولعة بالأماكن الواسعة المفتوحة، البساطة والتلقائية، وحين سنّ لها ما قصدته تدفقت شاعريتها.
” هذه الليلة ليلة خرافية بطبيعتها لا ينشد السعادة إلا فيها وفي أمثالها. السعادة التي تحملكِ على جناحيها وتحلق بكِ عاليًا وأنتِ تفردين ذراعيكِ معها.. تستنشقين الهواء النقي.. تحتضنينها بقوة حب ودفء وهي تصغي إلى دقات قلبكِ كسمفونية بحيرة البجع لتشايكوفسكي الراقصة النابضة بالفرح. هيا بنا نرقص”
أهملت عرضها كأني لم اسمعه، قالت:
عادةً..
أن أكلتِ في الهواء الطلق أو في مساحة رحبة كهذه قد تشعرين بالنعاس وترقدين.
– أحسن.. أنام وقد أكرمت بطني واطمأنت إنه لن يوقظني.
أحسستُ أن الذكريات بدأت تأخذها. كنتُ أصغي إليها. لكنني لم أكن في الوقت عينه أنظر إليها ولا أراقب حركاتها أو إيماءاتها.
قالت:
– لم يعد بوسعي تحمل بعض البشر المتحاملين عليَّ، مع أنني كنتُ أتعامل معهم بود واحترام وطيبة. لم يعد بوسعي تحمل انحيازاتهم وميلهم كل الميل مع من يطلقون الأوهام والاتهامات ضدي.
ما رأيكِ لو أنني أتحلى بمزيد من الصبر، لربُما.. لكن كيف؟ وهم يعيبون فيَّ ولا يخجلون.. يتكلمون بفخر ويصنفونني عند الغرباء بحالة مرضية (اكتئاب حاد – الفصام الشيزوفرينيا) أو المختلة العقلية.. مجنونة.
– وجوه كالحة خشيبة لا تستحي فلا تقطري عليها الماء حتى تلين؛ لأنها أن رطبت ستكون مرتع لأنواع السوس المختلفة ستعيش عندكِ أجناس من الخنافس وهناك نوع يغزوه حوض الثعبان؛ لهذا لابد من تنظيفه أو الخلاص منه، وفي مثل حالتكِ يفضل أن تقطعين جميع سبل تواصلكِ بهم، وإذا جمعتكِ الصدفة بهم وسألوكِ أين أنتِ مختفية أو لماذا لا تسألين؟ ردي عليهم بثقة تامة: ” العقلاء لا يتواصلون مع المجانين”
مديت لها طبقها وتابعت:
حاليًا انسيهم وتفضلي تناولي طعامك.
بعد ذلك سألتني (قناعة) بكل ما فيها من رفق، هل ستكبين قصتي، ومتى ستشرعين في مشوارها الكتابي؟
– قريبًا سأهتم بالأمر، فلقد اختليت بنفسي بما فيه الكفاية. ولم يعد لدي وقتًا لأهدره في المماطلة أو الانتظار. هيا.. هيا تعشي.
– سأتعشى على شرط أن تحدثينني عن عالم الثآليل.
الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى