مقالات مجد الوطن

تكملة الجزء (٣١) روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

سرت وقد خططت لجريمتها بنية مبطنة، وصلت السيارة السوداء وسط ساحة أمامية للجامع صباح يوم الجمعة. ترجلت منها، نظرات متأنية ومركزة، الحي خال تمامًا من أي كائن حي ولا يسمع فيه دبيب نملة، خلفها الجامع والسيارة اصطفت في الزاوية اليمنى له، دخلت على إنها عجوز ، تلف محرمًا قديمًا باهتًا على نصف رأسها الخلفي، تظهر الجزء الأمامي من شعرها الأشمط، ووجها المجعد، تحمل زنبيلًا مصنوع من سعف النخيل فيه بعض الأشياء الخفيفة للبيع إذا احتاج الأمر فعل ذلك واحتياطًا لو صادفت أحد وسألها عما تفعل هنا في هذا الوقت الباكر.
كانت تهتم بأمر الزمن، يجب أن تنجز مهمتها قبل التاسعة صباحًا، تفوهت ببعض الطلاسم، وجرفتها دوامتها التي كانت سرعتها تزداد كلما نظرت إلى البيوت، بهذه الطريقة سطت على عدد من البيوت المتلاحمة. آخرون تركتهم إلى حين ميسرة.

نجحت في تنويمهم وسرقتهم إلا قناعة التي استيقظت، رفعت نصف جسدها العلوي فكانت على وضعية الجلوس، تقابلتا وجهًا لوجه، كانت لا تبعد كثيرًا عنها، رأتها مرأى العين على صورتها الحقيقية وعلقت عينيها في عينيها. حركت كف يدها المفتوح كالمروحة اليدوية حركة دائرية سريعة ثم أخذت تقربه وتبعده، أمدتها ببعض الأسماء الغير معروفة، فارتفعت قليلًا وكأنها مصلوبة، حاولت (قناعة) قراءة البسملة وهي تصارع من يضغط على صدرها ولا تبصره، ببعض المقاومة استطاعت نطقها اختفت المرأة وحضرت مكانها كتلة سوداء على هيئة ضخمة لها رأس وجسم، متورمة شاهقة الارتفاع بحجم جدار الغرفة طولًا وعرضًا. سكرت عيني (قناعة) الشاخصة، وضربت على أذنيها، أرقدتها دون أن تعي ذلك، اعادتها كما كانت على سريرها وأتُرس باب حجرتها بالمتفاح من الخارج.
توجهت المرأة إلى الطابق الثاني، صعدت السلم لتلقي نظرة عليه! بيد انها لم تكن تستطيع احتمال تلك الحقيقة، يستحيل تصديق ما جرى كم منزل نهبته دون أن يصحو أحد. ما الخطأ الذي حدث في تركيبتي اللغوية الشيطانية؟ ولماذا هذه البنت بالذات؟ وكيف كانت مقاومتها لي؟ كانت علامات الاستفهام تنفجر كالمفرقعات النارية عند ختام كل سؤال، براقة الألوان، محذرة ممنوع الاقتراب منها. وجدت نفسها مشتبكة مع الأسئلة دون العثور على حلول لها! أحكمت الاستفامات حصارها عليها والوقت يضيع منها ويضغطها إلى أن وجدت الخلاص في التفتيش واتمام ما جاءت لأجله، مما حرضها على التهوين من الاستيضاحات وتجاهلها.
نظرت إلى ساعة يدها ولم يعد أمامها إلا عشر دقائق لتخرج من هذا الحي الغافي، وبسبب قلة الوقت، سمحت لنفسها باقتحام الغرفة الأمامية في غضون ثلاث دقائق فقط، فتحت الباب فإذا هناك صورة كبيرة تضم رجلين بالأبيض والأسود، مربعة الشكل محاطة ببرواز خشبي مذهب، معلقة على الحائط. كانا يرتديان بدلتين رسميتين من النظرة الأولى عرفت أحدهما، أخرجت هاتفها النقال المدسوس في حمالة نهديها والتقطت صورة لهما، استغرق الأمر المدة المقررة تقريبًا.
الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى