مقالات مجد الوطن

هل تتقبل ذاتك ؟

 

تقبل الذات هو قبول الفرد لجميع سماته و صفاته الشخصية ، إيجابية أو سلبية .

أن تتقبل ذاتك يعني أن
تحبها ،و تتقبل شكلك
و جسمك ،و أن تنسجم مع أفكارك ..و تدير المتناقضات في نفسك كرغبتك في الراحة ،و رغبتك للعمل بنجاح

إذًا تقبل الذات هو :
قبول الفرد لجميع سماته و صفاته الشخصية ، إيجابية كانت أو سلبية . أي القبول التمام لجميع جوانب الشخصية .

كيف تكون منسجماً مع نفسك ؟
الإنسجام مع النفس لا يتمثل في قبول الذات فقط ، وإنما قبول الذات الغير مشروط ، لأن من السهل أن تتقبل نفسك عندما تكون في أفضل حالاتك ،( ناجح في عملك ، حاصل على جائزة ، أو فائز في مسابقة ) لكن أن تتقبل نفسك في حالات الفشل ، و في المواقف الصعبة التي تشعر فيها أنك مليئ بالأخطاء ،و السلبيات ،هو تقبل الذات غير المشروط.

الإنسجام مع الذات يعني التوافق مع الذات و قد يكون انسجام فكري ، عقلي ، و جسدي ،و عاطفي

تذكر أن بناء الشخصية الإيجابية يسلتزم انسجاماً داخلياً مع ذاتك و مراقبة أفكارك
استبعد الأفكار السلبية
لأن أصحاب الفكر السلبي يتصفون بالتشاؤم في رؤية الأشياء التي تحيط بهم و المواقف التي يتعرضون لها ، كما يتصفون بالمبالغة في تقييم الظروف .
إنهم يحولون الوهم إلى حقيقة ، و اللا شيء إلى أشياء مسيئة
أما أصحاب التفكير الإيجابي فيتصفون بالتفاؤل فيرون الجمال في كل شيء وفق منهج يقودهم إلى النجاح الدائم .

لذلك تطلع لجمال الوجود
و الحياة ….تطلع إلى الجانب المشرق وأنت تتمتع بالتفاؤل ..و الهدوء و الحكمة

إن السلام الداخلي يجعل الإنسان قادراً على إدارة المواقف التي يمر بها، والمتمتعون بالانسجام الداخلي يمتلكون مهارة استعادة التحكم، حيث لا يسترسلون خلف المواقف التي يستتبعها المجهول، بل يعيدون للقارب النفسي توازنه وثباته.. إنهم أصحاب الشخصية الإيجابية الذين يتمتعون بثقة وتماسك واضحين، فلا ينساقون وراء الانفعالات والأفكار والعواطف، التي تبعد عن التماسك وتسلم إلى الأفكار السلبية.

يقول الأديب والروائي الأمريكي هارولد شيرمان
” أن التفكير الإيجابي الخلاق والإبداعي يتلخص في مراقبة الأفكار والسيطرة على الخواطر، والتي تعد مهمة شاقة وليست سهلة؛ فكمية الأفكار والخواطر التي ترد علينا لا شعورياً هائلة، ولذا فنحن نملك مراقبتها وإقصاء سيئها وقبول جيدها ، أما تجنبها فهو أمر لا يقدر عليه أحد ”

إن مراقبة الأفكار مهمة ضرورية وليست اختيارية، ووصولنا إلى الانسجام النفسي وتماسك البناء الداخلي لا يأتي صدفة، وإنما يتطلب جهداً متتابعاً وإرادة لازمة.

السلام النفسي يمنح الإنسان القوى اللازمة من أجل تخطي الصعاب التي تواجهه في حياته، سواء في العمل أو المنزل أو حتى في تعامله مع الآخرين، فالإحساس بالرضا من أجمل وأحسن الطرق التي تؤدي للسلام النفسي، فمن خلال الرضا والقناعة تستريح النفس، ويرتاح البال ويهدأ القلب.

كيف تحقق الإنسجام مع الذات ؟

الأساليب المساعدة على الانسجام مع الذات تكمن في القيام ببعض النشاطات التثقيفية أو المحببة لدى الإنسان، مع السعي إلى تحقيق بعض الإنجازات المهمة التي يرغب الجميع في الوصول إليها، فبعض التغيير في الحياة يمكن أن يضفي قيمة كبيرة على نفسية الإنسان.

_ لا تكن حاد في انتقاد نفسك، ولا تقوم بالتذمر من كل شيء تواجهه في الحياة، وتعتبر أنك غير قادر على تحقيق ما هو مطلوب منك، بل على العكس قم بمواجهة الأمور، ولو فشلت في المحاولة الأولى، لا تيأس واستمر في المحاولة .

_لا تلوم نفسك لكل مشكلة تحصل معك في الحياة أو في العمل أو في العائلة، فبعض الأمور تحصل من دون سبب مباشر، إنما المشاكل تقع مسؤوليتها على الطرفين في حال كان خلافًا حادًا، أو على بعض الأمور الطبيعية التي تطرأ في الحياة ولا داعي لتعظيمها وتضخيمها وتحميلها العبء الذي لا طائل منه.

أيضاً من الطرق البديهية للانسجام مع الذات هو عدم الحكم المسبق على الشكل أو المضمون، فمتى وضع المرء أمامه مجموعة من العقد والحواجز فهو بذلك لن يتمكن من تحقيق الانسجام مع نفسه، سيقيس الآخرين على معياره الفردي أو يقيس نفسه على معيار الآخرين.

في النهاية الخطوة الأولى للبدء بتغيير نفسك للأفضل هو قبول ذاتك الغير مشروط و الإنسجام مع نفسك

الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى