مقالات مجد الوطن

أعلام من بيش  الأستاذ محمد غمضان

 

د . ضيف الله مهدي

الأستاذ محمد بن علي غمضان جلي

اليوم سأكتب عن شخصية عصامية ، بنت نفسها وكونتها ، شخصية يقول الحق ولا يخاف شجاع في موقفه قبلي ولا يرضى أن يضام من يعرفه بحضرته .. بداية معرفتي به في التسعينات الهجرية وهو يلعب في فريق النجدة ، من أشهر فرق بيش في بداية التسعينات الهجرية . كانت – إن لم تخن الذاكرة – مباراة أصيب فيها شخصيتنا تحت العين . كنت حينها في الثاني أو الثالث الإبتدائي ولَم أعد أراه ، لكنه واصل دراسته ونجح وحصل على شهادة الكفاءة المتوسطة ثم واصل دراسته في معهد إعداد المعلمين بجيزان وتخرج فيه وعين معلما ، ويبدو لي أني سمعته يقول تعين معلما في مدرسة المشلحة الإبتدائية . واصل دراسته بمركز العلوم والرياضيات وأظن ذلك في العاصمة الرياض. ولكن تعرفت عليه بشكل أدق عندما تعينت مرشدا طلابيا بمدرسة المطعن الإبتدائية والمتوسطة عام ١٤٠٦هـ وزاملته لمدة ثلاث سنوات .

الأستاذ محمد فقد والده مبكرا ولهذا واجه الحياة ومصاعبها بكل صبر وشجاعة ولا أدل على قولي هذا من دراسته والنجاح حتى تخرج في معهد إعداد المعلمين بجيزان ليبدأ مشوار العمل .. مما أحفظه من شجاعته وعدم خوفه أنه ركب سيارة تنقل مسافرين من جيزان أو من صبيا إلى جدة وهو في عمر صغير وأنه لا يزال في الإبتدائية ، وركب معهم إلى بيش وكان في ذلك الوقت الطريق ترابيا ولا يمر من مدينة بيش بل يمر من شرق قرية بيش أو الحضن ونزل هناك في ساعة وقتها يعتبر متأخرا من الليل والأجواء مظلمة .. لكنه بكل شجاعة مشى ودخل قرية بيش وعبر الوادي العملاق وكان الوادي في تلك الحقبة مياهه لا تنقطع والحيوانات فيه كثيرة حتى بعضها مفترسة ثم وصل لبيش ( أم الخشب ) ومشى حتى وصل لبيته مشيا على الأقدام ، ليجد الأم الحنون يرحمها الله تنتظره واقفة مرة في قبل العشة ومرة عند الزرب وكأن تحركاتها من الطراحة إلى الزرب يرسل قلبها إشارات ضوئية يسير على وميضها حتى وصل لتحتضنه أمه والدموع تسيل والقلب يرجف ويخفق . فهو شجاع منذ نعومة أظفاره . إضافة إلى أنه ينصر المظلوم ويقف معه ، وكانت له معي وقفة نصر وإزالة للظلم في المدرسة مع مشرف جاء وكنت في مدرسة مسلية .

في مادته الرياضيات كان شديدا وقويا ولهذا لا يمكن لطالب أن ينجح إلا بجهده وقوته أما مساعدة أو زيادة درجة أو نصف درجة لا يمكن ذلك . في الأنشطة المدرسية والاحتفالات كان متعاونا ونشطا لكنه لا يعجبه البذخ الزائد . ومتدين تدينا عميقا دون تشدد وصلف ، عمل في مدرسة المطعن عدة سنوات عشر أو تقرب منها أو تزيد ثم أنتقل إلى متوسطة بيش الأولى وبقي بها حتى تقاعد فيها وقد أقيم حفل بهيج بمناسبة تقاعده . رجل متعاون ومثقف ومنفق وشجاع وعلى خلق رفيع .. متعه الله بالصحة والعافية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى