مقالات مجد الوطن

تكملة من  روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

في العطلة الصيفية

 

أدهش المرأة الغامضة تحسن الأمور سريعًا، وجعل عقلها يسرح في عدة اتجاهات، ولكنها اوقفته قائلة: “يبدو أنهم دائمًا ما تدفعهم الأموال للجودة العالية وإنجاز أعمالهم في أسرع وقت. سأعيش الآن في قصر مذهل يسر الناظرين بدلًا من تلك الغرفة التي كانت كعلبة العفريت الضيقة وذلك الخلاء القذر الذي كان جزءاً من اللعنة”.

بعد أن شاهد حارس أمنها الخاص تغير حالها وأصبحت كملكة تتربع على عرش مملكتها الذهبي، اتسعت فجوة الاستحالة في الوصول إليها، فما كان منه إلا أن خصص قلبه قبرًا ودفن فيه حبه لها مستخدمًا كل حيل التظاهر بأنه لا يفكر فيها. وفي ذات ليلة أصابه التظاهر بوخزة حادة صنعت انطباع الرفض وقرر الانسحاب من دور الضحية، حمل ما تبقى من كرامته، واتجه به إلى ربيبة راتبه كي يطلب منها السماح له بالمغادرة إلى زيارة أهله وعقد قرانه من ابنة عمه الجميلة (جميلة).

كانت ليلة بدرية، رأى الحارس فيها باب البيت مفتوح وخلفية رجل تسد جزءا من فتحته، ويدين ناعمتين تتشبث بقميصه، اختبأ بين الشجيرات، فتح كاميرا جواله، كبر عدسة الزووم، حدد الهدف قربت المسافة وضغط على التسجيل المرئي.

كان الحارس طول اللحظة ثابتًا في مكانه.. يكتم أنفاسه ولا يحدث جلبة إلى أن اصطك الباب شعر بثقل الجوال في يده الراجفة النحيلة. حاول أن يثبته في باطن كفه، بلمسة غير مقصودة اشتغل الفيديو بشكل مفاجئ وبدأ في مواجهة بصره دون إيقاف.. نظر وقد أعيته المفاجأة كان هناك لقاءا حميمًا يأتي من ثغرين يقارعا رضابهما.. سرت الحركات إلى أعمق نقطة متقوقعة في أمانيه المستحيلة.

عاد إلى مقعد حراسته، جلس تلك الليلة في حضرة ضيافة الشيطان كي يسامره فناصحه وناصحه ومن ثم أرشده وملء رأسه الذي كان كصندوق الفاكهة البلاستيكي المتسخ ترابًا وعفنا “أنها فرصتك يجب آلا تضيعها.. نعمة اتتك على طبق من ذهب………

 

الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى