مقالات مجد الوطن

جزء من روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

الروح/ صفية باسودان – جازان

مدت (قناعة) يدها على مفتاح اللمبة لتنير سبيلهما، راحت أمها تتقدمها، فتبعتها وهي تتمتم:
– حبس وعتمة.. أمي.. أخاكِ كسر الباب أم خلعه؟
فقالت بصوت خفيض ينم عن الارتياح:
– استودعته الله.
– من؟ أخاك!
– لا.. الباب.
ضحكت (قناعة) واعتراها السرور والانشراح، وفي ثوان احتوتهما الصالة، وقد تزامن تشغيل (قناعة) للتكييف مع تناول أمها علبتها المعدنية من تحت الوسادة، إنها علبة الممارسة اليومية التي تحفظ فيها ما دربت نفسها عليه، جلست، وأخرجت منها بكرتها وابرتها، لفت الخيط على أصبعها وعطفت يدها على جزء الطاقية المحاك كي تكملها.
نظرت (قناعة) إلى عيني أمها مستفسرة، قالت لها:
– ما به؟
برقت عينيها وعلى الفور قالت لها:
– كانت حراستنا عند هذا الكلب وبدل أن ينبح على الغرباء نبح علينا!
شعرت (قناعة) إنه قهرها في عقر دارها، وتلح على والدتها بالسؤال:
– ألم يتوفر لكِ في الطريق غيره كي يقوم بهذه المهمة؟
قالت:
– الشيء المؤقت يجلب له المستأجر! أجلسي، أريد أن أطلعكِ على شيء وأرجو أن تستطيعي معه صبرا. أنظري إلى الخيط، ألا تلاحظين شيئاً؟ هذه النقشة ليست نفس السابقة، سأعيدها فعدد الغرز إذا زاد أو نقص يؤثر على منظر وجودة العمل ويدهور بسمعة صاحبه. وهي تسحب الخيط، أضافت: آه.. نسيت! ابنة (المنصدم) أتمنى أن لا تستمر معرفتكِ بها، أقطعي حبل هذه العلاقة فهو كما الثعبان سيلتف حولك أما أن يحدث لكِ جراحًا بليغة أو يعصرك ويترككِ مخنوقة، فلا تحيي منتحرة وأنت بيدٍ غير يدك مقتولة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى