مقالات مجد الوطن

هذه صورة بلادي نسجت في قلوبنا

 

* أسعد عبده الواصلي

لقد جسد لنا والدنا الشيخ عبده بن أحمد الواصلي -رحمه الله- شيخ قبيلة بني واصل تلك الصورة الجميلة لوطننا العزيز والغالي على قلوبنا المملكة العربية السعودية- وهو يحدثني مع إخوتي عنه في طفولتنا مرات ومرات صباح مساء، وأرضعنا حبه مع لبن أمنا، وتربينا ونشأنا على ذلك، فكنت أراه صورة ماثلة أمامي منذ فتحت عيني على الدنيا، وبدأت أعي معنى الحياة ومعنى أن يكون لك وطن بحجم السعودية، تعلمنا منه معنى الوطنية، وحقيقة الانتماء له، خاصة وأنه كان رجلا من رجالات هذه الدولة العظيمة التي تأسست على يد المغفور له-بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، فقد وحدها على كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، فتشرف الشيخ الوالد-رحمه الله- بموجب القرار الوزاري في عهد جلالة الملك عبدالعزيز المؤسس في 12 / 11 /1370هـ بتكليفه شيخا لقبيلة بني واصل، الأمر الذي جعله يفتخر بهذا التكليف أيما افتخار، أخلص لمليكه المؤسس و لأبنائه الكرام البررة من بعده ابتداءً بالملك سعود وانتهاءً بالملك عبد الله -رحمهم الله جميعاً- عمل معهم مخلصا لدينه ثم المليك والوطن، حتى وافته المنية، ولقي الله على ذلك في يوم الخميس الموافق ١٤٢٨/٣/٣ هـ، ونحن أبناؤه وأحفاده سائرون على خطاه، مقتدون بوطنيته وإخلاصه رحمه الله .

كان يغرس فينا حب الوطن، وحب ولاة أمرنا بما يسرده علينا من قصص وحكايات عنهم، وعن أخبار بلادي التي عاصرها منذ تأسيسها، بل كان أحد الجنود الذين شاركوا مع قبائل المنطقة للدفاع عنها فيما عرف بحرب القهر! كان يسرد لنا الحكايات عن ماضيهم قبل الحكم السعودي وكيف عاشوا تلك الفترة، وما حباهم الله في ظل الحكم السعودي من نعم تترا عليهم ليل نهار… ثم يذكر ويعدد لنا أمثلة من تلك النعم الكثيرة منها: نعمة الأمن والأمان والرخاء والخير العميم الذي نحن فيه..

نعم والله صدق والدنا في ذلك! فكنت أكبر يوما بعد يوم وأنا ألمس وأرى ما رواه لنا وحكاه من قصص، وما تعلمناه منه، فحب بلادي يكبر فينا كما تكبر أعمارنا، وترسخ ذلك وتعزز بما وجدناه وتعلمناه في مدارسنا وجامعاتنا، بدءا بالمرحلة الابتدائية وما تلته من مراحل.. فكنا نرى تلك الصور الجميلة لمؤسس هذه البلاد، وللملوك المخلصين من بعده في مدارسنا سواء في مكتب مدير المدرسة أو في الواجهة الأمامية للساحة الرسمية في باحتها التي يكون فيها طابور الصباح- ونحن ننشد مع شقشقة العصافير السلام الملكي للمملكة العربية السعودية:

سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَا

مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء

وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ

يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ

رَدّدِي الله أكْبَر يَا مَوْطِنِي

مَوْطِنِي عِشْتَ فَخْرَ الْمسلِمِين

عَاشَ الْمَلِكْ: لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ

ونحن نؤدي تلك التحية أمام ذلك العلم الفخم والعظيم ذي اللون الأخضر، الذي يرفرف خفَّاقا على السارية، والتي تتوسّطه الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وسيف مسلول تحتها ومواز لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، مرسومتان باللون الأبيض.

وكنت ممن تشرف -كثيرا- باختياري لأداء تحية العلم، والنشيد الوطني من معلم التربية الرياضية..

قرأنا وتعلمنا الكثير في كتبنا الدراسية من إنجازات رائعة، وما زلنا نتعلم يوما بعد يوم، وما نراه من نجاحات وتطور منقطع النظير..

وها نحن اليوم نعيش في عهد جديد؛ عهد التطوير والرؤية المباركة لبلادنا الحبيبة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-حفظه الله- وولي عهده الأمين الشاب الطموح صاحب الرؤية الثاقبة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.

نعيش هذه الأيام ذكرى يوم التأسيس؛ يوم تأسس هذا الكيان الشامخ، ورسخ في قلوبنا حبا وعشقا، وفي عقولنا انتماءً وولاءً..

وولاة أمرنا قادة عظام وملوك جعلوا اسم هذه البلاد عاليا كماهي رايته دائما خفاقة، نباهي بها كل الأمم، فقد تقدمت في كل الأصعدة والمجالات؛ فالحمد الله من قبل ومن بعد على ما أولانا من جزيل النعم المستمرة، والتقدم الملموس في كل القطاعات، ويدرك هذا كل من زار وقدم إلى المملكة العربية السعودية ليجد ذلك واقعا وحاضرا معاشا من أمن وأمان، وهما أساس التقدم وأساس الرقي الذي تأسست عليه هذه البلاد المباركة، وحق لنا أن نقول:” السعودية العظمى”.

حفظ الله ولاة أمرنا وحفظ الله مقدساتنا، وحفظ الله علينا أمننا وأماننا، وأبعد عنا كل حاسد وخائن وحاقد على هذه البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى