مقالات مجد الوطن

الأخلاق في رمضان

 

شهر رمضان شهر الخير والطاعة والعبادة والصيام .

 

في هذا الشهر يعزز الصائم العلاقة بينه و بين وربه .

 

الصيام يبعث على الخشوع والخضوع ويقوي من عزيمة الشخص المسلم مما يجعله في إقبال دائم على الطاعات والأعمال الصالحة، لذلك أن الصيام ليس عذراً لعدم تحسين الخلق إنما يجب أن يكون دافعاً لتحسين الأخلاق مع الناس .

 

للأسف فإنه من الملاحظ على بعض الناس تغير أخلاقهم وأمزجتهم في نهار رمضان حال صيامهم وإن لم يكن لهؤلاء عذر، إلا أن نصيحتي لهؤلاء في حال تعكر أمزجتهم لأي سبب كان عدم مخالطة الناس قدر المستطاع وأن يقتصر كلامهم على ما هو خير(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يصمت) وأن يستشعروا قصر هذا الشهر العظيم فقد وصفه المولى عز وجل بأنه (أياماً معدودات) فينبغي فيه المسارعة للخيرات والإكثار من الطاعات والمبرات واجتناب ما سواها فقد أمن النبي صلى الله عليه وسلم على دعاء جبريل بقوله ( رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له) فما أعظمها من خساره وما أعظمه من وعيد .

 

ليس هناك عذر لسوء المعاملة بسبب صوم الإنسان فالعبد الصائم صام طاعة لله عز وجل واستجابة لأمره فكما أمر سبحانه بالصيام فقد أمر بحسن المعاملة والرحمة والشفقة بالآخرين، وحري بالعبد الصائم أن يجتنب كل الاجتناب ما يجرح صيامه، فكما روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم) .

 

” لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه ” وتجد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يعلم أتباعه الإعراض عن اللغو ومجانبة الثرثرة و الهذر .

 

يجب على الإنسان أن يقتدي بالنبراس المنير صلوات ربي وسلامه عليه في التحلي بالشفقة والرحمة في التعامل مع المخالفين فالشريعة الغراء قائمة على حسن الخلق لما روي عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) لأهميتها الكبيرة للفرد والمجتمع وسائر الأمة إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

 

الآثار السلبية لسيء الخلق كثيره من بغض الناس له ،وحذرهم من مخالطته ،إلا أنه لا ينبغي للعبد أن ينظر إلى المردود السلبي بينه وبين الآخرين بقدر ما يجب عليه أن ينظر إلى علاقته بالله عز وجل، فأعظم الآثار السلبية هي سخط الله عز وجل على سيئ الخلق، ولننظر الى تحذيره صلى الله عليه وعلى آله وسلم للصائم بقوله (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل _ وكل هذه الصفات في سيء الخلق_ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.

 

يجب على المسلم تحسين خلقه في رمضان فضلاً عن غيره من الشهور، لافتين إلى أهمية الأخلاق الحسنة مع الآخرين في كل وقت، إذ تعتبر من أهم الصفات التي حث عليها الدين الحنيف، مبينين أنه يجب على الإنسان أن يستشعر مراقبة الله له في جميع تصرفاته والاقتداء بصفات الرسول في حسن الأخلاق وترك السيئ منها أثناء الصوم.

 

وقال جابر رضي الله عنهما: “إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء”

 

و في النهاية لا معنى لظاهر الصيام إن لم تتأدب النفوس:

من صام في نهار رمضان، ولم يصم لسانه من غيبة الآخرين وهتك أعراضهم، ولم تصم يده من إيذاء الآخرين والنيل منهم، ولم يصم قلبه من الأحقاد والغل على إخوانه المسلمين، فإن صيامه ناقص، وفيه تفريط كبير لحدود الله.

 

الكاتبة : ندى فنري

مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى