مقالات مجد الوطن

إعتـــــذارٌ

 

يابلبلَ الروضِ غَنِّ

واعتذرْ للحبِّ

إنْ كانَ حبي بلا أوراقْ

 

يا بلبلَ الروضِ غَنِّ

لحنَ أغنيةٍ

تشدو مواويلَ الغيابِ

مع سِربِ الحمامْ

 

أعتذرُ، أعتذرْ

ياقَمَرِي المنيرْ

والنجومُ في السَّحَرْ

 

يابلبلَ الحزنِ، غَنِّ وغَنِّ…

غَنِّ لحناً حزيناً

منهُ تبكي عيونُ الشفقِ

على أطيافِ الغروبِ

حينَ يتوارى عنِ النظرِ

ويختبِئُ في فضاءِ الكونِ الفسيحْ

وحينَ يأتي الصباحُ

مُكَلَّلاً بأشجانِ الحبِّ

وشذى والأمنياتْ

 

يابلبلَ الحبِّ

عَطِّرِ الكونَ

بإنشودةِ العشقِ

وانثرْ عبيرَ أنوارِ الأماني

 

يا حروفَ شعري الحزينةْ

ماذا كتبتِ؟

كتبتِ عَنِ الحبِّ؟

عنِ الشوقِ؟

عنِ الحنينْ؟

لقد وَقَفَ قلمي حزيناً عند الرحيلْ

آهاتٌ

وأشجانٌ

وعَبَرَاتٌ

وأنينْ

 

عندَ الوداعِ

نثرتُ كلَّ باقاتِ الحبِّ

على ضِفَافِ البوحِ

وشموعِ الغروبِ…..

على موكبِ السنينِ

وعبراتِ الشجونِ

بَكَتْ كلُّ الحروفِ

من عيونِ الغيومْ

 

أعتذرُ، أعتذرْ

حينما تقسُو أنسامُ السَّحَرْ

حين يحزنُ عطرُ الزَّهَرْ

 

أعتذرُ للطيورِ

حينما تشدو لحنَ المطرِ

ولا يسمعُها أحدْ

 

أعتذرُ حينما تَتَحَجَّرُ الدموعُ

في مُقَلِ العيونِ

وخلجاتِ النظرْ

 

أعتذرُ للبلبلِ الذي ماسَمِعَهُ أحدٌ

فعادَ باكياً يشكو حزنَهُ للشجرْ

 

أعتذرُ من وَقعِ الوجعِ

الذي تَجَمَّدَ

في عِطرِ الزَّهَرْ

 

أصبحَ صندوقُ ذكرياتي مُثقلاً

يصرخُ مِنَ الألمِ

ويُطلِقُ الآهاتْ

 

أعتذرُ للوردِ الذي لم يعشْ عمراً

وماتَ وهو ينثرُ ذاكَ العطرَ

وقصصاً حزينةً أدماها هطولُ المطرْ

 

يا بلبلَ الروضِ غَنِّ لحناً يُفرِحُ القلبَ الحزينْ

ويا أطيافَ قمري حِنِّي

واغزلي جدائلَ السنينْ

 

سلمى النجار

الحس المرهف

غزال المدينة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى