مقالات مجد الوطن

(أعراض انسحابيّة)

 

الكاتبة / أحلام أحمد بكري

……..

مازالت قافلتنا التنمويّة داخل المملكة العربية السعودية تسير وتنفض ما يعترضها ويعرقل مسيرتها ، ومازال عرّاب الرؤية أميرنا الفذّ ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- يُخطط ويطوّر ويبني وطننا الحبيب ، ويحارب الفساد المالي والاجتماعي والأخلاقي ..

.

نعلم أن المملكة بنجاحاتها المستمرة سياسياً وأمنيّاً واقتصادياً ، مستهدفة (دينياً – سياسياً -فكرياً) من الأعداء الظاهرين والمخفيين ، فقد حاربت حكومتنا الحبيبة بالأرواح والسلاح الأعداء للدفاع عن حدود وطننا وديننا وعرضنا ، وتعاملت سياسياً مع كل الضغوط الخارجيّة بكل حِنكة ورجاحة عقل ، كما حاربت حملات التطرف الديني الداخلي وصدت الخارجي ، واستطاعت بكل حرفيّة انتزاع الفتنة من جذورها..

.

حملة ولي العهد للحرب على المخدرات جاءت في وقتها المناسب ، بعد أن فشل أعداءنا في هزيمتنا عسكرياً وسياسياً ، بدأت هجماتهم وحملاتهم على وطننا لتفكيك مجتمعنا وتدمير أبناءنا وشبابنا عبر المخدرات ..

.

ما نراه الآن من كميات مخيفة ومُرعبة وهائلة من جميع أصناف المخدرات تدخل عبر منافذ المملكة المختلفة الجويّة والبحريّة والبريّة ، مؤشر قوي بأنها حرب مدروسة ومُخطط لها من قبل كيانات كبيرة ، هدفها زعزعة كيان المملكة العربية السعوديّة ..

حكومتنا -أعزها الله ورفع من شأنها- استطاعت قبل حملة الحرب على المخدرات واثنائها ، الوقوف يد واحدة حكومة وشعباً ؛ لاقتلاع هذا الخطر ومحاربتهُ بكل الطرق ، ونجحنا نجاحاً باهراً في ذلك..

.

وكلنا على عِلم بأن ضحايا المخدرات من زهرة شباب وشابات هذا البلد ، سيعانون كل المعاناة بعد حملة الحرب على المخدرات ، من أعراض الانسحاب من هذه المخدرات ، وأنها فترة حرجه للمجتمع السعودي وعلينا المسؤولية الكبيرة لمعالجة هذه المرحلة والتصرف والتعامل بشكل لائق ومسؤول مع فئة المدمنين في فترة الانسحاب ..

.

رسالة أوجهها لكل أب وأم داخل الأسرة وكل مربي ومعلم وإداري وموجه داخل أي حرم تعليمي وكل قائد وموظف وعامل في مقر عمله الحكومي والخاص ، لتكُن جميع حواسكم في حالة ترقّب وملاحظة لأي فرد تظهر عليه علامات وأعراض الانسحاب المتنوعة..

.

تختلف الأعراض التي يعاني منها المدمن خلال فترة الانسحاب باختلاف المادة التي يدمنها، سواء كانت الكحول، أو المهدئات، أو المهلوسات، أو المنبهات؛ فلكل منها مدة مختلفة عن الأخرى لظهورها وفترة استمرارها وذروتها، ودرجة الانسحاب منها ، والتي هي أيضاً تختلف من مادة لأخرى ومن شخص لآخر..

.

عليكم التعامل بكل حذر وشفافيّة والبُعد عن الاحتكاك العنيف لفظاً وسلوكاً وتجنب الصدام وجهاً لوجه مع المنسحب ، فهو يُشكل خطر كبير على نفسه والآخرين ، ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته أو ردود أفعاله..

.

الحذر الحذر مع كل مدمن تظهر عليه هذه الأعراض الانسحابية : زيادة الحساسية للألم، التهيج، عدم الاستقرار العاطفي، القلق، الاكتئاب، الأرق، التعرق، الهبات الساخنة، آلام الجسم والصداع (أعراض الإنفلونزا) ، فقدان الشهية أو زيادة الشهية، ضعف التركيز، خفقان القلب وانقباضه بشكل متسارع، التقيؤ، الغثيان، ضيق الصدر وصعوبة التنفس ، الإسهال، ارتفاع ضغط الدم، عدم وضوح الرؤية، تقلصات المعدة، الرعشة، الهلوسة، النوبات، الشد العضلي، الهذيان، الجلطات (القلبية أو الدماغية)..

.

لنكُن على درجة كبيرة من الوعي والمسؤولية ، لا مجال للتستر والكذب والمراوغة والمُداهنة ، نحن في خضم حرب كبيرة على المخدرات ، وحكومتنا فتحت بابها لمعالجة كل مدمن والوقوف بجانبه والأخذ بيده ، حدّ الاستشفاء ..

.

حفظ الله وطننا وشبابنا من هذه الآفة ونسأل الله القدير أن يعين حكومتنا على اجتثاث هذه الحرب المنظمة على مجتمعنا..

………

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى