مقالات مجد الوطن

(نبي الرحمة) صلى الله عليه وسلم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله من أختيارات الأستاذ معدي حسين آل حيه بقلم فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن سعيد آل مزلف
يذكر الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله عليه الصلاة والسلام:
تلا قول الله عز وجل في إبراهيم”(ربِّ إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ..) وقال عيسى( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي، وبكى، فقال الله عز وجل: ياجبريل، اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله: ما يبكيك؟.فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم،فقال الله :ياجبريل اذهب إلى محمد فقل : إناسنرضيك في أمتك ولانسوءك”

حُق لكل من يقرأ هذا الحديث أن يفرح به فرحاً شديداً، وأن يخر لله ساجداً؛ شكراً له عز وجل أن خص هذه الأمة بهذا الوعد العظيم، الذي لم يخص به أمة من الأمم!
ولزاماًعليك أن تدقق النظر في رحمة ذلك الرجل العظيم، نبي الرحمة، بك ، وشفقته عليك، فقد قام بآية واحدة ليلة كاملة، يرددها ويبكي من أجلك، حتى استجاب الله له ، وأرسل إليه جبريل يبشره.
أي نبيٍّ هذا!! وأي جزاءٍ إخالك تقدمه له، وقد أنقذك الله بفضل دعوته من النار! إنك لن تقدر على مكافئته أبداً..غير أني أحسب أن اتباعك لسنته، وتقمصك لهديه، والسير على نهجه، واقتفاء أثره، والكثرة الكاثرة من الصلاة عليه، والحرص على نشر سنته نافعك بإذن الله.فقد أخبرك عليه الصلاة والسلام أنه النذير العُريان، وأن النجاء في طاعته، وبشرك أن كل أمته يدخلون الجنة إذا هم أطاعوه، وأن من خالفه، وتنكب سنته على خطر عظيم، وأن من رغب عنهافليس منه، وأن من أحدث في شرعه ماليس منه فهو مردود عليه،كما أخبرك أنه يذاد أقوام من أمته عن حوضه الشريف يوم القيامة؛ بسبب إعراضهم عن سنته،وغير ذلك مما بشرك وأنذرك.
ذلك ماأخاف السلف رحمهم الله، وقطع أنياط قلوبهم، فسارعوا إلى التماس رضاه، عليه الصلاة والسلام،وإلى تتبع هديه بشدة ودقة، علهم أن يلتقوه، ويشربوا من حوضه.
فهذا كبيرهم أبوبكر رضي
الله عنه، يقول:” لست تاركاً شيئاًكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به؛ إني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ”.
وهذا عمر رضي الله عنه يقبل الحجر الأسود، ويقول قولته المشهورة؛ اقتداءً بنبيه ، وذاك ابنه عبد الله رضي الله عنهما يدير ناقته في مكانٍ دارت فيه ناقة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويُسأل عن ذلك، فيقول : لا أدري، إلا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ففعلته.
ويقول أبو عثمان الحيري( أو الجنيدي): من أمَّرالسنة على نفسه قولاً وفعلاًنطق بالحكمة، ومن أمر الهوى نطق بالبدعة.
وحكي عن أحمد بن حنبل رحمه الله، قال كنت يوماًمع جماعة تجردوا ودخلوا الماء، فاستعملت الحديث:”من كان يؤمن بالله واليوم الآخرفلايدخل الحمام إلا بمئزر” ، ولم أتجرد، فرأيت تلك الليلة قائلاًلي: ياأحمد أبشر؛ فإن الله قد غفر لك باستعمالك السنة، وجعلك إماماً يُقتدى بك. قلت من أنت؟ قال: جبريل. والله أعلم. وغير ذلك كثير.
فيامن أردت السعادة والنجاة، سابق الى السنة، وتحل بها.. طبقها على نفسك وأهلك في حياتك كلها تسعد ويسعد أهلك، وذلك هو الفوز العظيم.
إياك أن تقدم على ربك، وأنت متخلٍ عنها. فما أكثر مارأينا من أبناء الستين والسبعين قد تركوا سنة نبيهم أو بعضها، وفقهم الله لاكتمالها والتشبث بها، وأماتهم على ذلك. آمين.
اللهم اجز عنا نبينا خير الجزاء ، وثبتنا على سنته واحشرنا في زمرته، وتحت لوائه، وصل عليه وسلم، ربنا.
ياخاتم الرسل المبارك ضوؤه
صلى عليك منزل القرآن
وصدق الله، ربنا عزوجل إذ قال فيك:” وما أرسلناك إلارحمة للعالمين”.
هذا المقال استفدته من شيخنا الحبيب فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن سعيد آل مزلف وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى