مقالات مجد الوطن

الإسعاف والشرطة

 

بقلم أ . د / أحمد بن داود المزجاجي

الكل يلاحظ وجود أرصفة عريضة في شوارع المدن الرئيسة، ويلاحظ أيضاً الصعوبة البالغة لمركبات الإسعاف والشرطة عند محاولتها للقيام بواجبها بين الصفوف الهائلة للمركبات الموجودة في الشوارع، مما يترتب عليه ضررٌ على المصاب مريضاً أو حريقاً أو أي أمر طارئ يحتاج إلى سرعة التعامل معه دون تأخير.. وقد يسبب التأخير لمركبات الإسعاف أو الشرطة إلى كارثة يحزن عليها كل من له ضمير حي.

وحتى لا تترك مثل هذه الأمور إلى ضمائر الناس ومشاعرهم، والذين معظمهم يصعب عليهم إفساح الطريق لمركبات الإسعاف أو الشرطة بسبب الازدحام الشديد، أقترح إجراء عملية هندسية إنسانية للاستفادة بقدر الإمكان من الأرصفة العريضة سواء الموجودة في منتصف الشارع أو على جانبيه (Trimming)، وذلك بإقامة طريق خاص لمركبات الإسعاف والشرطة فقط، حتى ولو أدى ذلك إلى إزاحة أعمدة الإنارة إلى جانب الطريق، وأي مخالف يحاول استخدام هذا الطريق الخاص واستغلاله لغرضه الشخصي؛ تضاعف الغرامة المالية عليه والسجن أيضاً، جزاءً وفاقاً لمخالفته، وردعاً لأمثاله من المستهترين بأنظمة المرور.. فإنقاذ مصاب أو مريض أو إدراك حالة حريق أهم بكثير من زينة الشارع وشكله وتشجيره مع أهمية وجود الإضاءة.

وأذكر أني أصبت بمغص شديد مفاجئ عندما كنت طالباً في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم أستطع قيادة مركبتي للذهاب إلى المستشفى، قام أحد الجيران الأمريكيين بنقلي بمركبته بسرعة وربط على (أنتل) مركبته منديلاً أبيض، وإذا بالمركبات الأخرى في كل الاتجاهات في الشارع كانت تقف له، وبغضّ النظر عن لون إشارة المرور، ولما رآه رجل المرور فتح لنا الطريق وسار أمامنا إلى أن وصلنا إلى المستشفى.. وحقيقة، هذا هو الرقيّ الإنساني الذي نتمنى أن نرى مثله في طرقاتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى