الأخبار الرئيسيةمقالات مجد الوطن

” بدايةُ الطريق “

 

ومثل أغلب الشباب المتخرجين من المرحلة الثانوية لا أعرف ما الجهة أو التخصص الذي يناسبني رغم أن درجاتي فتحت لي تخصصات عديدة في مختلف الكليات منها الطبية و الهندسية وغيرها ..
كان حُلم والدي بأن أُصبح طبيباً وأما عني فلم أجد ما أُريدُ بعد ، فالتحقت بأحدى الكليات الطبية وكُنت فرحاً جداً بذلك ( نزولاً عند رغبة والدي ) وكان كُل من حولي سعيدٌ بذلك سواءً أهلي أو أقاربي أو أصدقائي حتى معلميَّ كانو سعداء بذلك كونه خرج على أيدهم طالباً سيصبح طبيباً ذات يوم ، كُنت أفكر بأن المرحلة الجامعية مثل المرحلة الثانوية لم تكن لدي مفاهيم واضحة عن الجامعة ولم يُخبرني أحد بأن روتين الدراسة يختلف عن روتين الجامعة تمام الإختلاف .

بدأت رحلتي في الكلية الطبية فواجهت بعض المصاعب منها على الصعيد الشخصي ومنها على الصعيد الدراسي فلم أستطع التأقلم مع هؤلاء الأساتذة الأجانب بلهجاتهم المختلفة التي صعُب علينا فهم حديثهم فكيف بدراسة المنهج ، تعثرت قليلاً وحاولت أن أحُارب وأن أتمسك بهذه التخصص الذي حلُم والدي بأن يراني فيه ولكني مكثت فيه سنة ونصف ولم أستطع الإكمال لتعدد الأسباب ، فذهبت لوالدي وأخبرته بأنني أرغب بتغيير هذا التخصص الذي سبب لي الكآبة … ربما لأنني لا أنتمي لهذا المكان فكانت إجابته بصوتً مكسور حسناً …
قمت بتغيير تخصصي إلى تخصص الصحافة و الإعلام وعلم جميع من حولي بذلك وكانت الصدمة بأنهم وقفوا ضدي و حاولو تكسير أحلامي ومجاديفي بقولهم هذا التخصص ليس له مستقبل وأنه من أسوء التخصصات ولكني لم آبه لكلامهم وقلت في نفسي لابد و أن أجد طريقي .

بدأت في دراسة تخصصي الجديد و الجميع ينظر لي بنظرةِ شفقة ولكني لم ألتفت لهم ومستوى بعد مستوى أحببت التخصص وأحسست بأني أنتمي لهذا المكان الذي لطالما حاول الجميع منعي منه فعندما كُنت في المستوى الثالث بدأت أحاول أن أمارس هذه المهنة فانضممت لعدة صحف إلكترونية وحاولت أن أتعلم وأثبت للجميع عكس ما كانوا يتوقعون ، وفعلاً بدأت أتقن مهنتي كإعلامي مبتدأ ويوماً بعد يوم أصبحت أحب الصحافة و الإعلام وأحسست بأن هذا هو مكاني الحقيقي فتدرجت بالمناصب حتى أصبحت مدير للمنطقة التي أسكن فيها ولم يتوقف حلمي هنا فعندما كنت في المستوى الرابع أسست صحيفتي الخاصة بالتعاون مع بعض زملائي الإعلاميين وأصبحت أنا رئيس مجلس الإدارة وأصبحت فخوراً بنفسي لتحقيقي هذا الإنجاز الذي لربما لم يستطع تحقيقه أحدٌ في هذا العمر ، تكرمت من عدة جهات حكومية وخاصة لقاء تعاوني معهم ..
كبر حلمي وكبرت الصحيفة وفي سنة إستطعنا بأن نُكوِّن فرق عمل كبير يضم الآن معظم مناطق المملكة ، وها أنا الآن في المستوى السادس وأكتب أول مقالةٍ لي و أنشرها في الصحيفة التي أسستها وتعبت من أجلها وأثبت للجميع بأني عكس ماكانو يتوقعون وبأن النجاح ليس محصوراً على عدد معين من التخصصات بل النجاح الحقيقي هو أن تنتمي للمكان الصحيح وأن تبدع وتبذل قصار جهدك لأجل إثبات نفسك أولاً و لجميع من هم حولك بأنك لست فاشلاً وأنك تستطع تحقيق المستحيل وتحقيق مالم يحققوه هم لأنفسهم .

(( تمسك بحلمك وثق بربك ولن تُخذل أبداً ))

بقلم رئيس مجلس إدارة الصحيفة الأستاذ/ بندر بن ثابت سليماني .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى