مقالات مجد الوطن

ما ذهب ذهب…ولنغتنم الذهب

لك الحمد يا رب أن بلغتنا العشر الأوائل من رمضان ، وأتممت لنا بلوغ العشر الثانية ، ونحن في صحة وعافية .
لك الحمد يا رب على ما نعمائك التي ننعم بها في هذه الأيام الفضائل المباركات .
وها هي قد مرت أيام شهر الخيرات ، وقد ذهب منه ما ذهب من أيام مباركة غنمها من غنم ، وخسرها من نام وسهر .
والشهر الكريم قد قارب على الرحيل ، وليالي الغنائم التي لا تعوض قادمة تحمل بين لياليها الجميلة الخير الوفير ، فهي ليالي ميزت عن غيرها من ليالي العام ، فيها ليلة مباركة ، وصفها المولى تبارك وتعالى في كتابه الكريم بأنها خير من ألف شهر { لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ } فيا حظ من كتب الله له قيامها وإغتنامها والفوز بها ،
ما ذهب رحل لا تنظر إليه ، وأنظر على الذهب القادم الذي يغنيك عما ذهب .
كان عليه الصلاة والسلام إذا دخلت العشر الأواخر تغير حال العبادة عندة فقد كان حريصاً فيها على الإكثار من الطاعات النافلة ؛ كقيام الليل ؛ والذكر ؛ وقراءة القرآن وغيرها من النوافل التي يجتهد فيها عن غيرها ، فعن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرة ) وعنها رضي الله أنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله ).
فحياتنا في هذه الليالي المباركات يجب أن يتغير نمطها عما كانت عليه فيما قبلها من أيام رمضان ، فعلينا أن نقتدي بهدي حبيبنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم ، فقد كانوا رحمة الله عليهم أشد حرصاً على تلاوة القرآن في هذا الشهر الفضيل ، روي أن الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي ، فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليالي ، فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة ، وعلينا أن نتحرى ليلة القدر في أوتار الليالي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوها في العشر الأَواخر ، والتمسوها في كل وتر ) فيا سعادة من قام ليلها ، ونال بركتها ، وحظي بخيرها الذي لا مثيل له .
فحبذا أحبتي الكرام أن نعقد العزم في هذه الليالي المباركات لإستدراك ما فات ، ولنستعد لها بأفضل القربات ، ولنملئها بأنواع الطاعات ، لنفوز بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ، وليكُن همنا في هذه العشر الأخيرة من هذا الشهر المبارك أن نُرِي الله منا خيراً ، فالمحرومُ مَن حُرِم خيرها وبركته .
جعلنا الله أجمعين ممن كان حظة الفوز بالخير الوفير .
ومن أصدق من الله قيلآ { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ }
نبيه بن مراد العطرجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى