مقالات مجد الوطن

من يعمل سوءاً يجز به

✒️ صَالِح الرِّيمِي

من الطبيعي أن النفس البشرية تحب من يحسن اليها فيحول مشاعرها إلى ما هو أقرب من براءة الطفولة، فالنفس التي تنكر الجميل هي نفس لئيمة ودنيئة لأن الكريم هو الشكور واللئيم هو كفور، لذا فنكران الجميل يتنافى مع النفس السوية السليمة التي جبلت على الخير ..

ونكران الجميل موجود في كل زمان ومكان هو أن لا يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بالمعروف وصانعه، فيصبح كما لو أنه خسيس النفس لا يعرف معنى الشكر ويحقر المعروف ويقلل من شأن صاحبه، فيصبح بذلك جاحداً وناكراً للمعروف ..

ولهذا انتشر بين الناس مفهوم خاطئ عندما يقال في المثل الشعبي: «خيراً تعمل شراً تلقى»، عندما يقابل الخير بالشر، ونكران الجميل، وقد تنطبق على بعض الحالات الفردية، لكن ليست قاعدة أساسية في الحياة ..

ولكن عندما تعامل الناس والمقصود هو رضا الله عزوجل والدار الاخرة، عندها تقول لنفسك.. خيراً تعمل، ستراً تلقى، وأجراً تلقى، وفرجاً تلقى ..
فقد ينسى الناس ما عملت لهم من خير، وقضاء حوائجهم، ولكن الله لا ينس ما عملت ..

فنحن كبشر أسوياء نعاشر الجاحد اللئيم والشكور الطيب، فمنهم من أحسنت إليه، شكرك وحفظ لك الجميل، ولم ينس أي موقف طيب لك، بل حفظه في قلبه ووجدانه وكلما مرت بذاكرته تلك المواقف تمسك بك وقف إلى جانبك وكبرت مكانتك في حياته ولم يتخلى عنم لأي سبب كان ..

هؤلاء هم الأسوياء عقلاً وتفكيراً وأصحاء النفوس، ومنهم من تحسن إليه فيقابلك بالنكران والجحود وقسوة القلب، هؤلاء هم مرضى النفوس الذين لا يعرفون إلا الحقد والكراهية، ويفتقدون لمعنى الإنسانية والرحمة، ولا يوجد في قاموس حياتهم أي معنى للمحبة أو التسامح ..

ترويقة:
فالانسان الناكر الجاحد تابع لجذور لئيمة تحتقرها منابت الارض.. هو إنسان لا يفارق الشر عيناه، كما الغراب يتشائم كل من رآه، فالحياة ليست دائمة لأحد، فهي دولاب متحرك ينتهي جيل ويأتي آخر، والخير وإن قل فانه ببركة الله عزوجل يعم ويملأ الكون، والشر وإن زاد فهو لا يضاهي ذرة خير من أي إنسان طيب المعشر ..

ومضة:
قال تعالى: (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) ..

 

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى