مقالات مجد الوطن

الصبر

 

هل ندرك جمال الصبر فعلاً ؟
ونحن نقول بلا اتكال.
تعلم أن تكون بقلب واعٍ .وذاكر دائماًسيرة من سبق ولاتقارن نفسك بأحد ولكن تعلم منهم .
يروى أن عروة بن الزبير قطعت رجله لمرض أصابه .. وفي نفس اليوم توفي أعز أبنائه على قلبه بعد أن رفسه فرس ومات ..!!
فقال عروة : اللهم لك الحمد .. إنّا لله وإنّا إليه راجعون ..
أعطاني سبعة أبناء وأخذ واحداً ، وأعطاني أربعة أطراف
وأخذ واحداً ، إن ابتلى فطالما عافى ، وإن أخذ فطالما أعطى ، وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة .
ومرت الأيام … و ذات يوم دخل عروة مجلس الخليفة ..
فوجد شيخاً طاعناً في السن ، مهشم الوجه ، أعمى البصر ..
فقال الخليفة : يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته ..
قال عروة : ما قصتك يا شيخ ؟
قال الشيخ : يا عروة اعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ ، وليس في ذلك الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً ..
فأتانا السيل بالليل وجرف كل شيء .. فأخذ عيالي ومالي وحلالي ، فما طلعت الشمس إلا وأنا لا أملك في دنياي إلا طفل صغير وبعير واحد .!!
فهرب البعير فأردت اللحاق به ، فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفي صراخ الطفل فالتفتُ فإذا برأس الطفل في
فم الذئب فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه ، فعدت لألحق بالبعير فضربني بخفه على وجهي ، فهشم وجهي وأعمى بصري وهرب !!!
قال عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا ؟
فقال الشيخ : أقول اللهم لك الحمد ، ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً .
هذا هو الصبر حقاً ..
والصابرون بشرهم الله بقوله :
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
نحن نصبر قولا أما حقيقة فنحن نتسخط من كل شيء للأسف . وإن كان ظاهرنا الصبر . ونعرف ما وعد ربنا ( من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط)
هل تعلمنا ممن سبقنا الحلم والأناة والصبر وعرفنا بأن صبرنا لوجه الله إنما هو استثمار مع الله مضمون الأرباح .
لعل محدثكم يجزع ويحزن وتأتي لحظات ننزع فيها الطمأنينية من قلوبنا بأيديناعمداً ولكننا نكتب الأمل والتفاؤل فمتى نفعل مانقول لتنشرح صدورنا ولنتدارك ماتبقى لنا من العمر وإن ساعة . لابد لنا أن نلوم أنفسنا على تفريطنا وأذية أرواحنا بأيدينا أرجع لنفسك قليلاً واسألها:
ماهي مصائبك لكي تحزن وتتضايق !
هل تقاس بمصائب الآخرين الذين صبروا فبشرهم الله ببشاراته العظيمة،
ونحن جزعنا ! أين نحن منهم وماذا لنا ؟
نعيش في بيوت.ملك أو إيجار آمنين غالباً مطمئنين دائماً ينادى للصلاة والفرج على مسامعناً خمساً في اليوم والليلة صحة وعافية فراش خاص قواك الجسدية والعقلية تختلف عن غيرك ممن قد تصدفهم بمصحة أو دور عجزة .
يارب أكرمنا القناعة والرضا وارحمنا برحمتك فنحن بشر ونحن مكمن القصور كله ، ربي لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .
ما الحزن الذي نتحدث عنه ونحن بخير ولنا رب يتكفل بِنَا في جميع الأحوال .
فقط ثقة وقناعة بأن أمرنا بين يديه إرفعوا أكفكم بالدعاء ولا تنسوني من كرم مناجاتكم فلعلكم أقرب الى الله مني . إجعلوا ماتكتبون باعث للأمل فلا ترسل إلا الإيجابي ، نصيحتي لي أولاً ولكل قارئ ثانياً فلنتغير من الآن خشية أن يبتلينا الله لنذوق حقيقة ما نعمل أو نقول أو نكتب ..

الله أكبر ألله أكبر الله أكبر لا اله الا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .

📝سلطان مديش بجوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى