*بينَ العتابِ والوفاءِ*
أنتَ الذي بالحبِّ قــــد أغـــــرقتَني
في مـــوجِ بحرِكَ بعدمـــا أغــريتَني
وسَفَكتَ دمـــعَ محاجــــري ياقاتـلاً
روحي ووجــــداني بشكلٍ مُحـــزِنِ
أغريتَني بالعشــــقِ، زَيَّنتَ الهــــوى
وخـــدعتَني وسحـــرتَني وأســرتَني
ونقشتَ أسمَكََ في جوانبِِ مهجتي
لأذوبَ فيــكَ وبعــدَ ذاكَ هجــرتَني
فشربتُ حبَّــكَ صافيـــاً ياحســرتي!
كأسَ المرارةِ كيـــفَ كيــفَ سقيتَني؟
أَوَلــمْ تفكـــرْ كيـــفَ حبُّــــكَ قادَني؟
أو بالكـــلامِ العــذبِ كيفَ سحرتَني؟
ورحلتََ مــن دونِ اعتـــــذارٍ تاركَـــاً
قلبي الـــذي أحرقتَــــــهُ وحــرقتَني
لأبيتَ أبكي في هــــواكََ وتشتــــكي
عينَـــايَ دمعــــاً، والتَّـوَجُّـعُ هَـــــدَّني
أمشي على الأشــــواكِ خلفَـكَ بينمــا
تختــــالُ في وردِ الريـــاضِ وتَنثَـني
تمشي على جـــرحي كأنَّـكَ قاصــــدٌ
للّلـهـــوِ حيـــــنَ عرفتَــــــهَ ونسيتَني
لأمــــوتَ في كلِّ الثواني حســـــــرةً
من بعـــدِ دهـــــرٍ بالهــــوى أحيَيتَني
النــــاسُ عندي من بقيــــةِ إخــــوتي
أنتَ الوحيــــدُ ظفـــرتَ بي وملكتَني
لو ضــــاعَ عمـــري في هـــواكَ فإنَّني
أحيـــاكَ ذكرى، بلْ أخالُــكَ مـــوطني
أنا لا أجـــــازي بالتجـــافي قســـــوةً
وأظـــلُّ أوفى النـــــاسِ مهمـا بعتَني
-شموخ الهرملي
“التحليلات ”
توي انتبهت الى هذه الرائعة الادبية التي صورتها الاستاذة شموخ بكل ابداع فهي لاتكتب بل تصور لنا مناظر ادبية كانما هي الشفق بعد الغروب او هو الشروق يعلن الصباح فكل كتابات الاستاذة شموخ اضاءات في فجر الطبيعة الباسم وفي هذا النص تصور لنا الهجر والجفاء واللوعة والاشواق كانما هي كائنات حية تعيش وتتتقس عبر الكتابة كانما نراها تتحرك فوق السطور
(ورحلت من دون اعتذار تاركاً
قلبي الذي احرقته وحرقتني)
تصوير مؤلم كانما ولى مدبراً مهرولاً ولم يعقب ولم يلتفت فترك خلفه الاشواق تضرم نارها حتى احرقت قلبها ثم اتت عليها واحرقتها والحرق هنا معنوي وليس فعليا انما كناية عن حجم الاشواق والصدمة وعذاب الحيرة فهي تشعر بهذه الماساة التي ترى انها احرقتها
(امشي على الاشواك خلفك بينما
تختال في ورد الرياض وتنثني)
ياالهي ماهذا التصوير رغم قسوته الا انه تصوير جميل امشي على الاشواك في المقابل هو غارق في لهوه ورقصه غير ابه بمن تمشي على الاشواك وخالقي انه تصوير بديع رقصت له طرباً
ثم تعلن اخلاصها له في اشد اوقات ضعفها وياسها وكأنها تعطينا جرعات في معنى التفاؤل والايجابية وهنا تذكرني بشاعرتنا الكبيرة والادبية الاستاذة توحة فهي اي توحة دائما تعطينا زخات من مثل هذه الايجابية التي احبها ايضاً الاستاذة شموخ تعطينا جرعات ايجابية في معنى التفاؤل رغم الامها
ثم تختم بهذا البيت الرائع
انا لااجازي بالتجافي قسوة
واظل اوفى الناس مهما بعتني)
ماهذا الجمال ماهذا الحضور ماهذه النفس الجميلة الطيبة التي تعطينا دروساً في الايحائية
احسنت خاتمة القصيدة ورب الكعبة
شموخ فنانة بدرجة عالية قبل ان تكون شاعرة وشاعرة مرهفة الحس بدرجة فنانة استاذة فن التصوير الشعري
لله درك شاعرتنا الجميلة
عبدالله اليوبي
قصيدة رائعة مدهشة جدا
بلغت قيمة عالية من الابداع والتميز
مدهشة في فكرتها وبنائها وايقاعها وصورها والجوانب الفنية والتشبيهات كثيفة
الاسلوب واضح وشفاف ومؤثرة في عاطفة المتلقي
فعلا وفقت فيها شاعرتنا شموخ الهرملي وهي تستحق التأمل والتقدير والاحترام فبوركت والشعر الجميل..
تحياتي ”’
الأستاذ * عبد الصمد المطهري