عمر شيخ – مكة المكرمة – مجد الوطن
تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مساء اليوم ” وثيقة مكة المكرمة ” ، الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي .
جاء ذلك خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – في قصر الصفا بمكة المكرمة كبار علماء العالم الاسلامي المشاركين في أعمال المؤتمر .
و في بداية الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة تليت آيات من القرآن الكريم .
و قد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الكلمة التالية :
“بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الحضور ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يسعدني الترحيب بكم ، وأنتم تجتمعون في هذه الرحاب الطاهرة و الأيام و الليالي المباركة حول موضوع مهم ، يتناول قيم الوسطية و الإعتدال في نصوص الكتاب و السنة ، التي جاءت بالرحمة و الخير للإنسانية جمعاء ، و دعت إلى مكارم الأخلاق ، وأوضحت منهج الإسلام المعتدل فنحن أمة وسط ، فلا تشدد و لا غلو ، قال الله تعالى :- ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) .
و يسرنا أن نرى علماء الأمة الإسلامية على هذا التعاون ، لتوحيد آرائهم في القضايا المهمة ، و خاصة ما يتعلق بمواجهة أفكار التطرف
و الإرهاب .
و سنكون دوماً على أمل بإذن الله في تماسك الأمة الإسلامية ، و إجتماع كلمة علمائها ، و تجاوز مخاطر التحزبات والانتماءات التي تفرق و لا تجمع .
و نحن ملكنا في هذه البلاد منذ الملك /عبدالعزيز – يسمى خادم الحرمين الشريفين ، و هذا شرف لنا جميعا ً، و كلنا في بلدنا نخدم الحرمين الشريفين و الحمدلله .
و فقكم الله ، و بارك فيكم .
و السلام عليكم ورحمة الله
و بركاته ” .
كما ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور / محمد بن عبدالكريم العيسى – كلمة قال فيها :
” يتشرف مفتو و علماء الأمة الإسلامية بلقاء مقامكم الكريم تتويجاً لمؤتمرهم الذي ناقش قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب الكريم والسنة المطهرة ، وقد صدرت عنهم وثيقتهم التاريخية وثيقة مكة المكرمة ، مبينة بمضامينها الضافية قيم الإسلام الرفيعة في عدد من الموضوعات والقضايا الملحة ” .
و أضاف : ” لقد حلوا ضيوفاً أعزاء على البلد الأمين بالمملكة العربية السعودية قادمين من مائة و سبع وثلاثين دولة ، يمثلون سبعة و عشرين مكوناً إسلامياً من مختلف المذاهب
و الطوائف في جمع مبارك ناهز الألف شخصية إسلامية في طليعتهم مجمل مفتي و كبار علماء الأمة الإسلامية ، و هم من يتشرفون في هذه الليلة المباركة بمقامكم الكريم مثمنين الرعاية الكريمة لمؤتمرهم ، و قد وجدوا في قبلتهم الجامعة بمكة المكرمة الروحانية و المرجعية ، و من هنا ، و في جمعهم الميمون بجوار البيت الحرام خير ملتقى يلتفون حوله مثلوا الإسلام علمياً و فكرياً في كل ما أسهموا به في هذا المؤتمر الإستثنائي في كمه
و كيفه و في زمانه و مكانه
و في موضوعه و مخرجه ، متوجاً بالرعاية الكريمة ” .
و أوضح معاليه أن هذه القامات الإسلامية وفدت إلى هذه الرحاب الطاهرة لهدف نبيل شمل في موضوعاته محاور مهمة تضمنتها وثيقة مكة المكرمة التي سيتشرف بعد قليل علماء الأمة الإسلامية بتسليمها لمقامكم الكريم ، مشيراً إلى أنها شهادة استظهار على أن علماء الأمة هم بفضل الله على قلب واحد وأنهم في القضايا العامة على جادة واحدة ، و أن تنوع مدارسهم في إطار ثابتهم الإسلامي الراسخ إنما يضاف إلى ثرائهم العلمي
و الفكري المحسوب على مظاهر السعة و اليسر في دين الإسلام ، و أن ملاذهم هو بالله جل وعلا ثم بمقدسهم المكاني ، فمن هذه الديار المباركة شع نور الرسالة
و أضاء العالمين ، وهي الحاضن و الداعم للإسلام و المسلمين ، بل و؛للإنسانية جمعاء ، فرحمة الله وسعت كل شيء .
و ختم معالي أمين الرابطة كلمته بالقول :؛” من رحاب القبلة الجامعة التي جعلها الله مثابة للناس و أمناً و منارة للإسلام
و منصة لانطلاقته ، منها يتحدث المسلمون باسم الإسلام و من قوتها يكون معنى الحضور و التأثير و البلاغ ، و لذا كانت القمة الإسلامية و مؤتمر وثيقة مكة المكرمة في هذه البقاع الطاهرة بأيامها و لياليها الفاضلة ” ، سائلا الله إلى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين و يبقيه ذخراً للإسلام و المسلمين و الإنسانية جمعاء .
عقب ذلك ألقيت كلمة الضيوف ألقاها نيابة عنهم مفتي الديار المصرية الدكتور / شوقي علام – رفع باسمه و نيابة عن العلماء
و الوفد المشاركة في المؤتمر الشكر و التقدير لخادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على هذه الدعوة الكريمة و على حسن الضيافة و كرم الإستقبال ، مثمناً للمملكة العربية السعودية قيادة و شعباً سعيهم الدؤوب من أجل نشر الأمن و الخير و السلام
و المحبة و الأمان في ربوع المملكة و المنطقة العربية و العالم بأسره ، سائلاً الله عز وجل أن يرعى خادم الحرمين الشريفين ، و أن يكلل جهوده المباركة بالتوفيق والنجاح
و النصر المؤزر المبين .
و قال : ” من المعلوم لدى الجميع أن المملكة العربية السعودية لها من المكانة السامية المرموقة في قلب كل مسلم وعربي ما يعجز اللسان عن وصفه ، و يقصر البيان عن التعبير عنه ، و يعيا العقل عن الإحاطة به ، فهي أرض الحرمين الشريفين التي بعث فيها الحبيب المصطفى و النبي المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه ، بها مكة المشرفة مهبط الوحي الشريف ، و مجلى أنوار الرسالة المحمدية ، و محط نظر العناية الربانية ، و منبع النور الذي سرى من الحرمين الشريفين إلى أركان العالم كله ، على يد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حملة مشاعل الهداية و الرحمة و النور إلى البشرية كلها ، و منذ أن نزل جبريل عليه السلام برسالة التوحيد الخالدة ، و حتى يوم الناس هذا ، و لا زال النور يسري ، و لا زال المدد يجري مصداقاً لقول نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله و هم كذلك ” .
و أضاف مفتي الديار المصرية :
” كلنا يعلم ما تتعرض له المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بل و المنطقة بأسرها من حملات إرهابية إجرامية و هجمات مغرضة شرسة على الصعيدين الداخلي و الإقليمي و هذه الحملات الإرهابية – كما يعلم الجميع – تقف وراءها قوى شر متآمرة ترفع راية الشر و الدماء
و الإرهاب و تدعم تلك الجماعات الإرهابية بالمال و السلام ، لذلك فإن الوقوف إلى جانب الحق
و الخير و الوسطية الذي ترفع رأيته المملكة العربية السعودية إلى جانب مصر و كافة دول المنطقة التي لم تتورط في دعم الإرهاب لهو فرض عين و واجب على كل مسلم ، و هو أيضاً واجب أخلاقي و مبدأ إنساني تدعمه دول المجتمع الدولي بموجب المواثيق و العهود الدولية الداعمة و المؤيدة للخير و السلام ” .
و شدد على ضرورة أن تتحول الجهود الطيبة المباركة التي بذلت في مؤتمر ” قيم الوسطية و الإعتدال في نصوص الكتاب
و السنة ” إلى برامج عمل تلامس الواقع و تناقش قضاياه وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات و القضايا كافة وفي مقدمتها قضية مكافحة الإرهاب من خلال مناقشة الأفكار
و تصحيح المفاهيم .
وقال : ” لقد بات مستقراً لدى الجميع أن قضية مكافحة الإرهاب إلى جانب أنها قضية أمنية فهي قضية فكرية في المقام الأول ، و لا أبالغ إذ أقول إن كل عالم وسطي حر من حملة المنهج الوسطي في العالم الإسلامي ليشعر بالمسؤولية الجسيمة مهما بلغ به الجهد
و التعب جراء كل قطرة دم معصومة سفكتها يد الإرهاب الغادرة و عند كل تفجير يحدث هنا أو هناك في بلاد المسلمين أو غير المسلمين نشعر بالمسؤولية تجاه الشباب الذي غرر به فأفلت من بين أيدينا حتى سقط في شباك الإرهاب الغادرة و نشعر بالمسؤولية كذلك تجاه كل نفس أزهقت و كل روح طاهرة إلى بارئها جل و علا بسبب العمليات الإرهابية الغادرة ، وهذا الاستشعار بالمسؤولية كان من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلقه و مقتضى و لازم رحمته صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين ” .
و أوضح أن ما تمحض عنه هذا المؤتمر العالمي المهم من جهود
و بحوث و توصيات ليصلح أن يكون نقطة ضوء و طاقة نور ننطلق منها لنعمل من أجل الإسلام و مكافحة الإرهاب
و العمل على تحسين صورة الإسلام و العمل على تحسين صورة الإسلام مما علق بها بسبب جماعات الإرهاب والعنف .
و ختم مفتي الديار المصرية كلمته بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك / سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – وللمملكة العربية السعودية حكومة و،شعباً و لرابطة العالم الإسلامي و للعلماء المشاركين ، سائلا الله العلي القدير أن يكلل الجهود بالتوفيق و النجاح .
ثم ألقيت كلمة سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الاسلامي الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ، ألقاها نيابة عنه معالي الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي الدكتور / عبدالرحمن بن عبدالله الزيد – قال فيها : –
” يسعدنا يا خادم الحرمين الشريفين – حفظكم الله – في هذا الشهر الكريم والعشر المباركة أن تستقبلوا إخوانكم علماء العالم الإسلامي الذين قدموا إلى هذه البقعة المباركة مكة المكرمة معتمرين ومشاركين في هذا المؤتمر ” .
و أضاف : ” إن إخواني العلماء يثمنون ما تقومون به من خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قضايا الأمة العربية و الإسلامية ، و في هذا الصدد يثمنون هذه القمم التي دعوتم إليها ،
و يؤكدون ثقتهم بعد الله فيكم
و إخوانكم القادة لما فيه صالح الإسلام و المسلمين ” .
و أشار سماحته إلى تأكيد المؤتمر على أهمية الإعتدال و الوسطية في حياة المسلم و الأمة و هو الذي بحمد الله تسير عليه المملكة العربية السعودية ، مشيداً بتآلف العلماء في المؤتمر و وحدة كلمتهم ، و سعيهم لما فيه صالح الإسلام و المسلمين .
و ختم سماحته بالقول : ” يسعدنا أن نقدم لكم يا خادم الحرمين الشريفين وثيقة مكة المكرمة التي صدرت عن هذا المؤتمر ، شاكرين لكم جهودكم في خدمة الإسلام والمسلمين ،
و الله يحفظكم ويرعاكم ” .
بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك / سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ” وثيقة مكة المكرمة ” تشرف بتقديمها عدد من كبار علماء العالم الإسلامي .
ثم تشرف الحضور بالسلام على خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – .
حضر الحفل ، صاحب السمو الملكي الأمير / خالد الفيصل بن عبدالعزيز – مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ، و صاحب السمو الأمير / خالد بن فهد بن خالد ،
و صاحب السمو الملكي الأمير / مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ،
و صاحب السمو الملكي الأمير / منصور بن سعود بن عبدالعزيز ، و صاحب السمو الملكي الأمير / سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز – المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ،
و صاحب السمو الملكي الأمير / خالد بن بندر بن عبدالعزيز – مستشار خادم الحرمين الشريفين ، و صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور / منصور بن متعب بن عبدالعزيز – وزير دولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين ، و صاحب السمو الأمير / فهد بن عبدالله بن مساعد ، و صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن نواف بن عبدالعزيز – مستشار خادم الحرمين الشريفين ، و صاحب السمو الملكي الأمير / سطام بن سعود بن عبدالعزيز ، و صاحب السمو الأمير / فيصل بن سعود بن محمد ، و صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور / حسام بن سعود بن عبدالعزيز – أمير منطقة الباحة ، و صاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز – أمير منطقة الحدود الشمالية ، و صاحب السمو الملكي الأمير / سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز ، و صاحب السمو الملكي الأمير / بندر بن مقرن بن عبدالعزيز ،
و صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز – نائب أمير منطقة جازان ، و صاحب السمو الملكي الأمير / تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز – وزير دولة عضو مجلس الوزراء ، و صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز – نائب أمير منطقة الرياض ، و صاحب السمو الملكي الأمير / سلطان بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز ،
و صاحب السمو الملكي الأمير / عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز – وزير الداخلية ،
و صاحب السمو الأمير /:بدر بن عبدالله بن فرحان – وزير الثقافة ، و صاحب السمو الملكي الأمير / فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز – نائب أمير منطقة القصيم ، و صاحب السمو الملكي الأمير / عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز – وزير الحرس الوطني ، و صاحب السمو الملكي الأمير / سعود بن سلمان بن عبدالعزيز ، و صاحب السمو الملكي الأمير / تركي بن هذلول بن عبدالعزيز – نائب أمير منطقة نجران ، و صاحب السمو الملكي الأمير / عبدالمجيد بن عبدالإله بن عبدالعزيز ، و صاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز .