شعر / أحمد علي عكور
ثانوية النجامية
سَـلا الـقلبُ يـاليلى ومـا كـان سـاليا
وقَـدَّتْ سـيوفُ الـهجرِ مـاكان باقيا
وأمـستْ لـيالي الـوصلِ قَـفْرًا كـأنَّما
عـليها غُـرابُ الـبَيْنِ قـد صـاح ناعيا
فـــلا الـلـيلُ مـوعـودٌ بـلُـقْيا حـبـيبِهِ
ولا الـصـبحُ أخَّــاذٌ بـمـا كــان زاهـيا
وفـينا يـتامَى قد طوى الموت رَبَّهم
فـأمسَوا عـلى هَـمٍّ وأضـحَوا خواليا
فـهل مـن مُجيبٍ يسمعُ الصوتَ إننا
حَـناجرُ قـد جَـفَّتْ ولـم تـلقَ سـاقيا
لـنـا فـتراتُ الـظُّهرِ يَـقْطُرْنَ بـالأسى
ويَـنْـزِفْنَ مــن أقـلامِـنا الـدمعَ غـاليا
عـلى حَـرِّ مـافي القلبِ شَمسٌ كأنها
جَـهـنَّمُ يـصـلاها الــذي كــان شـاقيا
وأطـفـالُنا فــي وَقْـدَةِ الـظُّهْرِ أعْـظُمٌ
طَـهَا لَـحمَها قَـيْظٌ فـصارتْ مَـشاويا
تـسـلَّى بـهـا الـراؤون حـتى تـناثرتْ
فـلم يـبقَ إلا الـحزنُ والـبُؤسُ جاثيا
وكم طالبٍ يطوي المسافاتِ مسرعًا
طَـوَتْـهُ الـمـنايا عـنـدما كــان غـاديـا
وفـي مـوسمِ الأمـطارِ خوفٌ ولوعةٌ
وأفــلامُ رُعْــبٍ لـم تـجدْ بَـعْدُ راويـا
إلـيـكَ أبــا هــادي رفـعـتُ شِـكايتي
ومــا كـنـتُ شَـكَّـاءً ولا كـنـتُ بـاكيا
ولــكـنَّـهـا الأيــــامُ تَــلْــوِي أعِــنَّـتـي
وتـطوي كِـفاحاتي وتُـصْمِي فـؤاديا
أعــيـدوا إلـــى طــفـلٍ أبـــاهُ وأُمَّـــهُ
ولُـمُّـوا شَـتَـاتًا لـيـس يـدري نَـواحيا
أعــيـدوا إلـــى أُمٍّ صَـبـاباتِ طـفـلها
يــعـودُ مـسـاءً هَــدَّهُ الـجـوعُ ذاويــا
حَــنَــانَـيْـكَ يــانـعـمـيُّ إنَّ قــلـوبَـنـا
تَـجَـرَّحْنَ مـن بُـعْدٍ ولـم تَـلْقَ شـافيا
أعـيدوا إلـى الـتعليم صُـبْحًا مُـعَطَّرًا
وعُـصفورَ حُـلْمٍ كـان بـالحب شـاديا
فـأنتم حُماةُ العلمِ في موطنِ الهُدى
تـرومون نـجمًا فـي الـسمواتِ عاليا
أتــيــتُـكَ والآمــــالُ قِــبْـلـةُ واثِــــقٍ
وهـذي وفـودُ الـحرفِ صَـلَّتْ ورائيا