مقالات مجد الوطن

كيف يمكن لمفهوم التقبل أن يعطيك السعادة ؟

 

يقول ~ كونفوشيوس :

استفد من جميع الناس ،
الكبير و الصغير ، العالم و الجاهل ، و لا تحتقر رأي أحد مهما كان ، فقد يكون لديه من سداد الرأي ما يفوق تصورك .

اعتقد أن هناك العديد من المفاتيح التي يمكن أن توصلنا إلى تقبل الأخر ومنها :
أن نتربى على التسامح والمحبة واحترام الحرية الشخصية والخصوصية للفرد، وحرية الفكر والتعبير، وبهذا نكون مسئولين، فالمسئولية تتطلب من الفرد أن يحترم الآخرين ويتقبلهم.

كيف يمكن أن أكون متحيزا لما لدي وأتقبل الأخر ،بل وأؤثر فيه ويؤثر في أيضا ؟

لكل فرد الحق في التحيز لما لديه .
ولكن هذا لا يمنع من احترام ما لدى الآخرين وفهمه ورؤيته للأمور من منظور الآخر وتجربته، وبهذا يزداد الإحساس والشعور والتعاطف مع الغير، وهذا يعني جانب القوة في الذات، فالآخر لا يهددني، بل يكملني لأن ثقتي بما لدي كبيرة.

الآخر المجهول أصبح معلوماً بفضل معرفته والتقرب منه وفهمه.

التاريخ يبين لنا أن الحضارة الإنسانية بنيت وقامت نتيجة تقبل الأفراد لبعضهم ونتيجة توجيه العقل البشري من خلال التقارب لما فيه خير لمصلحة الإنسان بعيدا عن التعصب الأعمى .

الآخر الذي لا يمكن إلغاءه لأنه موجود. وبهذا يشعر الفرد بالرضا والتسامح والمحبة، ويبتعد عن الحقد والكره وتزداد فرص النجاح وبالتالي تتحسن صحته النفس

هل هناك مكاسب يمكن أن تتحقق من خلال تقبل الآخر ؟
نعم عن طريق التواصل تتكون المعرفة ويزداد تبادل الخبرات وتغنى التجارب لدى الأفراد، وتزول الأفكار السلبية التي ترتبط بذهن الإنسان عن غيره دون معرفته، ولكن إذا عرفت الآخر فإنك ستأخذ منه وسيأخذ منك فالعملية متبادلة والعلاقة ستكون علاقة تكافؤا فالمعادلة أنت وهو، وهو وأنت.

يجب أن نعترف بان تقبل الآخر هي عملية تربوية بالدرجة الأولى لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه. يولد صفحة بيضاء كما تقول المدرسة السلوكية في علم النفس، وسلوكياته متعلمة، فتقبل الآخر هو سلوك متعلم يتربى الفرد عليه .

العائلة الصغيرة من الأم والأب، من خلال كيف تربي أبناءها وما هي الأساليب التي تعتمدها في التربية، هل هناك حوار بين الأزواج وبين الأبناء، وكيف يحلون مشاكلهم، وما هي طرق التواصل بينهم، وهل تعتمد العائلة على المشاركة، والتعبير عن الرأي وإعطاء شرعية للاختلافات في الأراء؟
إذا كان الجواب نعم فإن هذا مقدمة الطريق إلى تقبل الآخر،

هناك فهم خاطئ لدى الكثيرين من تقبل الآخر لاعتقادهم أن تقبل الآخر يعني الذوبان فيه وأن الفرد يمكن أن يخسر ما لديه وبالتالي يفقد انتمائه لذاته، وأنه سيعطي للآخر قيمة على حساب نفسه، وهذا بتقديري مفهوم خاطئ
،معظم الأحيان تخوف من المجهول، وهو تخوف مشروع ولكن علينا أن ندخل عالم المجهول لكي يصبح معلوم

الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى