اشتهرت في الأونة الأخيرة نوادي و منتديات للقراءة حيث يتم ترشيح رواية
و مناقشتها من خلال :
( قراءة في كتاب )
و هذه تعتبر فرصة للتفاعل و المشاركة مع الآخرين .
عشاق الكتب الذين ليس لديهم عادة القراءة يفضلون الاشتراك بتلك الأندية
و الاجتماعات ..
خاصة بحضور المؤلف .
يتحدث المؤلف عادة عن تجاربه العميقة التي يعيشها و التي شجعته على نقلها إلى رواية .
الروايات ليست مجرد قصص تُحكى للتسلية، بل هي خلاصة تجربة الكاتب الإنسانية التي تكون مغرقة بالمحلية، وغالباً ما تحمل بين أسطرها بصمة مكانه وزمانه بكل تفاصيلهما من عادات وظروف وثقافات قد تكون غاية في الجدية على قارئها.
. لذا فهو لا يخرج من القراءة بقصة مسلية فقط، بل يخرج بانطباع وافٍ عن تفاصيل الظرف الذي عاش فيه البطل .
و في هذا الزمن صار الكاتب يستعين بالمراجع التاريخية والعلمية والهندسية وغيرها حسب موضوع روايته لتأتي الرواية كجرعة معلومات دسمة تزج بالقارئ إلى ميادين جديدة تُثري فهمه أو تثير فضوله فتدفعه للبحث أكثر خلف خيوطها التي سلمته أطرافَها الرواية .
هذا يعني :
أن لا نقلل من أهمية الروايات التي تُهذب في النفس البشرية ما لا تهذبه أي كتب اختصاصية، وتصل في أعماق الوجود الإنساني إلى نقطة لا يمكن أن يصلها أي كاتب يخط في شأن علمي!
صحيح أن التكنولوجيا اليوم ساعدت على القراءة في كل مكان وزمان، حيث وجود العديد من المواقع الالكترونية التي تحوي على مجموعة كبيرة من الكتب المتاحة للقراءة مجانا، علاوة على مواقع للكتب الصوتية أيضًا التي تمكن المتصفح من الاستماع بالصوت لما يريد من الكتب.
إلا أن قراءة الكتاب
و مناقشته و الاستفادة منه من خلال المناقشات يساعد على زيادة التفاعل الاجتماعي:
يمكننا دائماً مشاركة كل ما قرأناه مع عائلتنا وأصدقائنا وزملائنا، كل هذا يزيد من قدرتنا على الاختلاط، فالبشر بطبيعتهم كائنات اجتماعية وفي عالم الهواتف الذكية فقدنا قدرتنا على التواصل الاجتماعي .
ما الذي تعطيه القراءة :
أثبتت الكثير من الأبحاث أن قراءة الكتب تساهم بشكل كبير في الذكاء العام للشخص، حيث تحتوي الكتب على كنوز مخفية، وكلما قرأت، كلما وجدت المزيد من هذه الكنوز.
تنقلنا القراءة إلى عوالم لن نراها أبدًا، وتعرّفنا على أشخاص لن نلتقي بهم أبدًا، وتغرس العواطف التي قد لا نشعر بها أبدًا.
تفتح لك القراءة وجهات نظر وزوايا جديدة، وتمكنك من التعرف على كيفية رؤية الآخرين للعالم، وتمكنك من اكتساب المهارات، وتحسين قدرات الاتصال الخاصة بك وغير ذلك الكثير، كما ويمكنك فهم العالم وفهم نفسك بشكل أفضل وأعمق.
الفرق الأكبر بين القراءة ومشاهدة التلفزيون
أو مطالعة مقاطع اليوتيوب هو أن القراءة تمنحك المجال لإطلاق العنان لإبداعك، كلما قرأت، كلما تعلمت أشياء جديدة
إذا كنت من النوع الذي لا يفكر في قراءة الكتب، فأنت تفوت الكثير من الفوائد التي توفرها لك القراءة مثل :
اكتساب المزيد من المعرفة:
كلما قرأت أكثر كلما تعلمت، تعد الكتب مصدرًا ثرياً للمعلومات وتتيح لك الفرصة لتوسيع أفقك .
ميزة أخرى للقراءة هي أنها توسع المفردات الخاصة بك، عندما تقرأ ستصادف كلمات قد لا تعرفها، سيحاول عقلك الباطن تلقائياً تعيين معنى لتلك الكلمة باستخدام المعلومات التي تحيط بالكلمة المجهولة، وبالتالي توسيع نطاق المفردات، وستبدأ في استخدام مجموعة من تلك المفردات في حوارك وخطابك وكتاباتك .
تحسين التركيز:
في أنماط حياتنا المزدحمة، يتم جذب انتباهنا في اتجاهات مختلفة، ونحن نحاول القيام بمهام متعددة خلال كل يوم، على سبيل المثال، قد تقسم وقتك بين العمل والدردشة مع الأصدقاء، والتحقق من البريد الإلكتروني، ومراقبة التفاعل مع زملائك على مواقع التواصل الاجتماعي، كل هذه المهام المتعددة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستوى التوتر وانخفاض الإنتاجية، عندما تقرأ كتابًا، وهذا يحسن تركيزك .
تعزيز احترام الذات:
من خلال قراءة العديد من الكتب، فإنك تتواصل بشكل أفضل وتصبح أكثر إطلاعاً على مجالات الحياة المختلفة، كل هذا يترجم إلى ارتفاع احترامك لذاتك، نظراً لأنك تثق في نفسك وقدرتك على الإنجاز، فتصبح أكثر إنتاجية وشخصاً أفضل بكثير مما كنت عليه.
التعرف على عالم آخر:
يسمح لك عالم الخيال بالسفر إلى عالم آخر، حيث يختلف كل شيء، من خلال قراءة الكتب يمكنك الحصول على لمحة عن الثقافات والأماكن الأخرى، تعمل الكتب على توسيع آفاقك، مما يتيح لك رؤية بلدان أخرى وأشخاص آخرين والعديد من الأشياء الأخرى التي لم ترها أو تتخيلها، إنها الطريقة المثالية لزيارة بلد غريب
و في النهاية لا شك أن قراءة الروايات وحدها لا يُمكن أن تكفي لإرساء قواعد فكرية متينة تساعد القارئ في التعامل مع تعقيدات الحياة فالقرآن غني بالقصص التي لا تخلو من الوصف والحوارات وتتطرق للتفاصيل وتحرك المشاعر ثم تزرع الرسائل الربانية التوجيهية في طيات أحداثها الشيقة .
ندى فنري
أديبة / صحفية