يعتبر الحكم على الناس من السلبيّات التي قد يقع فيها الفرد لأنّ ذلك يعني إقصاء الكثير منهم وإبعادهم عن مجرى حياته …
وعند التوقف عن إطلاق الأحكام المسبقة عليهم فإنّهم سوف يحبون التعامل مع هذا الشخص ويشعرون بالتقارب فيما بينهم وذلك لعدم وقوفه في الاتّجاه المقابل لهم .
الحكم على الناس بالسلب أو بالإيجاب قبل معرفتهم بشكل جيد يعتبر من الأمور المنفّرة التي تجعل الأشخاص يبتعدون …وعلى العكس، فإنّ الشخص الذي لا يقوم بتصنيف الناس دون معرفة يعتبر شخصاً محبوباً.
لا يقوم بالحكم على الناس إلا من هو عالم وخبير بأحوال الناس، ويطلع على احوالهم ويعلم حقائقهم، فالكلام من غير علم عن الآخرين فيه ظلم عظيم و يؤدي إلى الوقع بالمعصية، التي هي اتهام الناس بالباطل…
لا ينبغي أن يقوم بالحكم على الآخرين إلا من كان عالما بطرائق النقد التي يقصد منها تصحيح الخلل وليس مجرد الاتهام.
بعض الأشخاص يتم الحكم عليهم بناء على مظهرهم ، و يتم الحكم البعض الآخر بناء على أقوالهم بشآن موضوع محدد و هناك من يتم الحكم عليه بناء على ردة فعله بشأن أمر ما …مرة أخرى لا تتسرع في الحكم على الناس فقد تظلمهم .
فقد ترى شخص يلبس ساعة بنته المتوفية وهناك من يضع شعر مستعار لأنه يعاني من مرض السرطان و هناك طفل قد يكون مهمل و حقيقة أن والديه منفصلين و لا يجد الرعاية الكافية.
و هناك من مظهره الخارجي رائع لكنه قاطع للرحم أو لا يحافظ على الأمانة و يمكن أنه فاسد رغم أنه يعامل الآخرين بلطف و حسن خلق .
إذاً لا تقييم الناس من خلال زوايا محددة
و لا تتسرع في الحكم عليهم قبل أن تعرفهم جيدا فالظل لا يعكس دائما الحقيقة.
داء الحكم على الآخرين ساهم في تقسيم المجتمع ….كما ساهم في تصنيفه إلى فئات متعددة ….،لذلك نحن في حاجة ماسة إلى أن نوعي المجتمع من أضرار إطلاق الأحكام على الآخرين، وتعريفهم بالآثار المترتبة على مثل هذه الأحكام للتوقف عنها وحماية المجتمع من آثارها .
قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾
وقال تعالى:
﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ﴾
ندى فنري
أديبة / صحفية