مقالات مجد الوطن

انصهار الظل !!!

 

✍️ نوال السبعي

 

حينما تستنشق أول شهيق لك يكون محملا بكل ذرات الأكسجين

التي تحمل هويتك الحقيقة التي لا يجب تجاهلها ،فتضحك الرئة

وتستنشق جزيئات الحياة ،وحين الزفير تصرخ بصوت عالٍ أنا هنا .

 

قليل من يقرأ هذا الصراخ ويفهم أنه تنبيه بأن روحك قادمه تعيش بكل حواسها ،فقد كانت صرختك هي رسالتك إلى من سمعها بأنك كيان مستقل قادم يحتاج رعاية مسؤولة ..

 

هكذا بدأت دنيا قصتها…

 

قالت أنا جسد بروحين؛ روح تعشق عناق الشجر ،وحكايا الظل وحفيف أشجار الخريف أهوى كل نفحات الدنيا …

كانت صرخة أول شهيق تخبرني أنك روح من الله تحيا، وتموت بأمره ،ولا طاعة مطلقة إلا للعظيم

وحين الزفير لاح لي لهيب الحياة

وجدتني بنت أي _حق مشاع_ أعمل من أجل فرائض القرابة والولاء بنسب تحكمها درجات القرابة والعرف و……!

تلك عدالة !!!

 

*تقول أنا اسقي من يعطش واطعم من يجوع ،وأجهز كل مايحتاجه من حولي والحق يقال حسب الترتيب الولائي ولا أستطيع رفع هامتي، فياقائمة المألوف والعيب والعار تحدثي .

حينما تعمقت معها في تلاوة السطور أختنقت بعبرات كل الأناث بمختلف الطبقات في صدري ، فالعربية هي التي تتمتع بمكانة عظيمة فهي الأم و.. ..و……و….حجج باتت بالية

ومكانة لفظية تعج بها مجالس الظلم والظلام .

 

*دنيا أصبحت سيدة الروح المجتمعية عاشت بقلب جميل كبرت ،وأنجبت ،ورعت ،أو ربت أو حافظت على الصورة لا يهم ؛عاشت بنت، وزوجة ،وأم مجتمعية ،فكانت عظيمة بجزئها المجتمعي لكن هناك طيف روح لأشلاء نُثرث بفعل فاعل متعمد لتموت هي ويعيش هو!!!

عملت دنيا على تجميد بقايا منها ترعاها بين الفينة والأخرى حينما يغفو عنها المجتمع .

 

تجمدت دنيا وأصبحت تخشى الشمس ،وترتعب من انهيار الجليد فالحقيقة المتصنعة ستظهر ،وستكون صرخة الولادة لا شهيق لها ،وإنما زفير ينقي الرئة من شوائب السنين..

 

*سمعت صوت المنبه يأذن لها بيوم شاق لكنه نسخة من الأمس

ابتسمت واومأت براسها تحية ليوم لا شمس فيه فشموس دنيا تشرق في المساء .

تعوذت من غواية ومكيدة الشيطان فماذا تريد أليست تؤدي جباية حياتها…التكبر على النعمة ممقوت.!!!!

 

💡وقفة للتفكير …

بيت دنيا كم بيت مثله ؟

دنيا كم أنثى سواء أم أو معلمة مثلها ؟

أولاد، وبنات دنيا كيف سيكونون بذرة فكر واعٍ، ومنطق سليم وسريرية نقية، ومبادىء، وقيم عادلة ،وهم تنشئة لأنانية معاقة فكريا ،ومجتمعا، ونرجسيا فكر لا يهتم بهذا الكائن الذي لو اتزن لأتزنت الحياة؟!!

 

ليتنا نحاكم أنفسنا فقد امتلأت العيادات النفسية ومواقع التواصل بالمضللين، وعلماء الطاقة واختلط الحابل بالنابل ،ولو بحثنا عن السبب لكانت في أشلاء زفير دنيا .

 

كم فجوة فكرية بيننا وبين جيل اليوم ومن السبب ؟!!

 

دمتم بود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى