سنة الإنجاز : 2023
نوع العمل : اكريليك.
يُقدم الفنان أسامة أبو طالب للمشاهد في هذه اللوحة، فنًا بيئيًا بديعًا، حيث يُحلق بجناحي الشكل واللون في فضاء الإبداع ولغة بصرية شاعرية سكبها بتبصّر وإلهام.
حيث توضح رموزه وإلوانه أنها مستوحاة من الطبيعة الساحرة لمنطقه جازان مسقط رأس الفنان، جازان مُلهمة الشعراء والفنانين.. ودوحة الجمال والفن والثقافة والتراث.
فأسامة كما تفصح أعماله يسّتشف من طبيعة جازان الجمال، ومن الفن يستقي سلسبيلة، فيرى الورد في الزهور خدودًا قانيات والليل عين كَحِيّلة.
إذ لا يقدم لنا صورة الطبيعة على حقيقتها الواقعية في لوحاته ، بل يُعيد صياغتها وتشكليها وفق انطباعاته الذاتية، وتصوارته الذهنية الخاصة.
وهذا يتفق مع تعريفات الفن حيث يقول (شارل لالو) : ” بأن الفن هو عملية التحوير أو التغيير التي يدخلها الإنسان على مواد الطبيعة”.
أما سوريو فيعرف الفن بقوله :
” الفن نشاط إبداعي من شأنه أن يصنع أشياء أو موضوعات ”
ويقول (سنتيانا) : ” بأنه العملية الشعورية الفعالة هي التي يستخدمها الفنان ليحدث تشكيلات جديدة وصياغات إبداعية لكيف بيئته جماليًا”.
تحليل اللوحة
هذه اللوحة التي تنتمي إلى المدرسة الواقعية التأثيرية أو ما يعرف بالانطباعية،
يستخدام الفنان الألوان والضوء لالتقاط المشهد الطبيعي بأسلوب انطباعي حرّ، يتضح من خلال ضربات الفرشاة غير المحددة والواضحة، حيث يركز على انطباع المشهد الكلي بدلاً عن التفاصيل الدقيقة.
وتصوير الجو العام أكثر من النقل الدقيق لصورة الطبيعة.
مما يجعل الألوان المتداخلة التي تعزفها ريشته بشكل محكم ومدروس، توحي بقوة تعبيرية ورمزية عالية، تعكس المشاعر والمعاني التي يريد الفنان إيصالها إلى المتلقي.
الفكرة :
فكرة الفنان على ما يبدو قائمة على خلق حوار بصري يُعبر عن العلاقة الروحية بين الإنسان والطبيعة، الهدوء والحركة، النهار والليل،الموت والحياة، العقل والعاطفة، في مزيج تنائي متناغم يجذب العين والعقل، بتكوين لوني و بصري يعملان على خلق تجربة حسية تدعو للتفكير في الفناء والجمال البسيط الموجود حولنا.
الموضوع :
الموضوع الرئيسي هو الطبيعة في الليل، حيث تجتمع الأرض المزدهرة والسماء الهادئة معاً لتقديم مشهد متكامل.
يظهر القمر بشكل بارز في السماء، ما يدل على أنه عنصر مركزي في التركيب البصري والفكري.
القمر رمز للتأمل والعزلة الهادئة، وقد يرتبط بالخصوبة.
دلالة الألوان :
اللون الأزرق في اللوحة يمثل في لون و يعطي إحساساً بالهدوء، السكينة، والطمأنينة.
أما الأزرق في الخلفية يجعل التلال تبدو بعيدة ويخلق إحساساً بالعمق والمسافة.
بينما نجد الألوان الدافئة في مقدمة المشهد (الأحمر، البرتقالي، والأصفر) فهي تعبر عن خصوبة الأرض في جازان وطبيعتها المزدهرة بالحيوية والنشاط، وكذلك علاقة الدفء والمحبة بين الأرض والفنان وبيئته
إضافة إلى كونها تخلق تباينًا مع الألوان الباردة اللون الأزرق لون السماء، لتضفي على اللوحة توازنا دينماكيا بين الحيوية الأرضية والسكينة السماوية.
الزهور تعكس الحياة والخصوبة، واستخدامها بألوان زاهية يعبر عن جمال الحياة وتنوعها. تواجد الزهور بهذا الشكل الكثيف والمتعدد الألوان يوحي بالوفرة والازدهار ويعكس اللون الارجواني الحالة المزاجية والتأملية للفنان وبعض غموضه العاطفي
الأشكال والرموز:
التلال والأفق البعيد:
التلال في الخلفية تمثل الثبات والقوة، وهي تخلق إحساساً بالبعد والمسافة، مما يعطي اللوحة عمقاً ويجعل المشاهد يشعر وكأنه يمكن أن يغوص في المنظر. التلال في الفن التقليدي غالباً ما ترمز إلى الأبدية والاستقرار.
الرمزية العامة:
توازن الألوان الباردة والدافئة يمكن أن يكون رمزاً للتناغم بين الروح والطبيعة، أو بين العقل والعاطفة. التباين بين السماء والأرض قد يرمز إلى العلاقة بين العالمين: عالم الروح (السماء) وعالم الجسد أو الطبيعة (الأرض).
الغياب الواضح للبشر يمكن أن يدل على تركيز الفنان على الطبيعة نفسها، وكأن الرسالة هي أن الجمال يكمن في الطبيعة بعيداً عن تأثير الإنسان.
قراءة فنية : أحمد هادي
صحفي ومصور فوتوغرافي يمني مهتم بالفنون البصرية