محمد الرياني
…وأنت طفلة تستعذبين لبن الأمومة ، تبكين حتى يبرز الثدي الذي يقطر شيئًا أبيض يرسم البسمة ، يكتم البكاء ، تنام أمك وأنت تستمعين بطعم الحياة ، تدب فيك الصحة من معجزة نبتت على صدر أمك ، يتحول فيها الغذاء إلى مشروب أبيض ؛ تعرفين فيما بعد أنه اللبن ، وبعد بضعة أعوام تكبرين ، تتركين الفرصة لفم صغير آخر ينام على صدر أمك ليذوق الطعم المعجزة ثم يكبر ويكبر ليأتي آخر في تبادل الأدوار .
ما أروع هذا الثدي الذي ينبت مثل جوهرة فريدة تقطر سائل الحياة ومذاق العافية !
وحتى تبقى السعادة ترفرف على الصدر الذي يحمل سر العافية لابد أن نحمي هذا الثدي العظيم ، نبعده عن كل سوء ، نبقيه جوهرة مكنونة بلا منغصات .
ولأن النساء هنَّ زهور الدنيا وزينتها ، وهنَّ اللون الوردي الذي يحيل الحياة إلى آنية وردية تسر الناظرين فلأجلهن نجتمع ، نرفع مستوى الثقافة والتوعية ، نقطف الأزهار الوردية لهن ، نصوغ لهن حروفًا وردية تليق بهن ، نجعلهن في قمة السعادة من أجل أن يسلم ثدي الأمومة الذي صنع المعجزات وبنى العظام في مهد الطفولة.
الليلة في مركز الرعاية الأولية بمخطط 5 نحتفي بالأمومة ، وبالمرأة التي فتحت صدرها وكشفت عن ثديها كي يعيش الصغار وينبتوا كأعظم ما يكون الإنبات.
الليلة يغلب اللون الوردي ليكون أكتوبر هو الشهر الاستثنائي الذي ترفرف فيه السعادة على جنبات الصدور الرحيمة وحول ثديين سكبا في الأفواه أروع اللبن وأحلاه.
سيكون مساء الخميس رائعًا في هذا المركز الصحي ؛ أقماره هم منظومة العاملين فيه ؛ فالمرأة هي النصف الجميل من المجتمع التي يجب أن نحميها ونحتفل بها ، ونقطف لها أزهارًا وردية بعد أن نطمئن على سلامة جوهرتها النفيسة التي رضعنا منها في مهد الطفولة.
