مقالات مجد الوطن

نبتة مستعارة

 

ليلى حكمي

 

أذهلها العصفور ذو الريش الأصفر الفتان عندما رأته مغرداً بأعذب الألحان ، كانت تريد أن تأخذ نبتة خضراء لخارج المنزل لتغسلها من الأتربة ، ظلت تميلُ مع الهواء وتلوح بأوراقها الخضراء للعصفور ، ظنت أن النبتة بايماء غصنها تريد أن تتركها لتعيش جزءًا من الحياة والحرية ، فوصفتها بالمستعارة مما أغضبها وقالت : هل لك أن تتركيني

فلبت لها رغبتها وذهبت وتركتها فناجت العصفور حتى اقترب منها وأخذ يرقص ويتبادل أوراقها بخفة وكأنه يفتش عن عود القش الخفيف فحاول جاهداً ولكن قد وجد بداخل الأوراق أسلاكًا من الحديد الرقيق فقفز الى جانب الشباك وأخذ يتساءل من أنتِ أيتها النبتة الغريبة؟

إن لك أوراقًا خضراء جميلة ولامعة وأغصانك متماسكة ومروية ولكن لم أجد فيك رائحة الحياة وعندما داعبتُ أوراقك وجدت بها أسلاكًا مخيفة هل أنتِ أسيرة هنا ؟

ردت النتبة وهي تشعر بثقل شديد في قدميها وتحاول أن تخفي في قاعها بعض الحصى الصغيرة التي تثبت عمرها ، ألم تسمع ذات يوم أيها العصفور بزيف الواقع وأن تعيش فقط لترضي الآخرين وأن تلبس شيئًا لايناسبك وتتظاهر بأنك راضٍ حتى لو كان لونك لامعًا وفاتنًا ولا تخفي تحت الألوان أسلاكًا جارحة ،هذا أنا أستعرت ألواني الزاهية ، أستعرتُ مشاعر لم تكن يوماً ما ملكًا لي ،كل شيء بها صُنع بلا نبض أو إحساس ؛ كانت آخر الأنفاس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى