جدة – ماهر عبدالوهاب
ينظم أتيليه جدة للفنون التشكيلية بعد غد الاثنين معرض أربعة اتجاهات لأربعة فنانين من السعودية ومصر والصومال وهم عاطف أحمد من مصر وعبدالعزيز بوبي من الصومال وجواهر السيد وحنان الحازمي من السعودية …أوضح ذلك هشام قنديل مدير أتيليه جدة للفنون التشكيلية..
حيث يقدم كل فنان تجربته الخاصة به وإتجاهه الخاص الذي يميزه عن أقرانه الفنانين ..فيقدم الفنان المصري عاطف أحمد عشرة لوحات بأسلوبه الخاص المتمرد (ميكس ميديا) تمثل أحدث إبداعاته
وعن أعماله قال الأستاذ الناقد صلاح بيصار: ” في أعماله ينحاز إلى الجموع من أهالينا الفلاحين .. الذين يشكلون ملحمة الأمل والعمل .. يتتبعهم في خُطاهم بعمق الدلتا من الحقل والحرث والحصاد إلى المولد.. وفي فضاءات لوحاته نمتلىء بأنفاس البشر ويمتد الوريد على الوريد.. كل هذا بلغة الحداثة في عناق بين عين الكاميرا بملاحم الأضواء والظلال.. ولمسة الفرشاة مع دنيا الوسائط.. ولقد جاءت أحدث لوحاته في معرضه الحالي استكمالا لهذا النبض الذي يعلن بهجة الحضور الإنساني”.
عاطف أحمد .. مواليد 1969، يعمل ويعيش في القاهرة، له معارض شخصية في مجمع الفنون (إيجاز) 2003، أتيليه القاهرة (المولد) 2003، أتيليه القاهرة (الدائرة) 2007، جاليري مصر (إيقاع) 2015، جاليري ضي (خارج البؤرة) 2016، وشارك فب العديد من الفعاليات والمعارض الجماعية محلياً ودولياً، ونال العديد من الجوائز والمقتنيات داخل مصر وخارجها….ويقدم الفنان الصومالي عبدالعزيز بوبي أيضا عشرة لوحات تمثل آخر إنتاجه
من تجربته المتميزة «فن الشارع» التي حظيت بإهتمام النقاد في المملكة والوطن العربي، ومثلت محطة مهمة في تجربته الفنية التي امتدت لأكثر من 30 عامًا،
يُذكر أن الفنان عبدالعزيز بوبي عشر من مواليد 1963م، وهو عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت»، وعمل أكثر من 20 عامًا في تدريس أساسيات الرسم والتلوين لشرائح عمرية مختلفة «الأطفال والشباب»، وذلك بالمركز السعودي للفنون التشكيلية بمدينة جدة، وله العديد من المشاركات المحلية والدولية، كما حاز على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة المركز الثاني في مسابقة لوحة وقصيدة عام 2012، وجائزة المركز الأول في مسابقة مقامات الفنية عام 2014، وجائزة ملون السعودية.
وعن تجربته يقول الناقد د.عصام عبدالله العسيري تتميز تجربة الفنان عبدالعزيز بوبي عشر التشكيلية بالنضج اللوني التجريدي الثقافي البصري العام، وبملاحظة مفردات لوحاته سنجد استعارة رسوم وكتابات أرقام وحروف وخطوط ورموز وألوان وإشارات بصرية، كمشهدية الذاكرة البصرية الجمعية العامة.
وأضاف: كما ينقل تلك المرئيات العمومية من ذاكرة الناس الآثارية المرئية الجمعية في تكوينات جميلة وجريئة وبديعة، لها قيم جمالية ثقافية، كالجداريات والمصغرات بألوان الأكريلك التي يحرص على شكل مظهرها، وإحياء ملامس تلك الآثار الجمعية الحديثة والمعاصرة ليخاطب بها عيون المتلقي العام برسمها على الجدران، فيُعيد الفعل على الفاعل، كأن فناننا يُبدع في إعادة استهلاك وتداول تلك السيميائيات المرئية، وما تحمله من معانٍ ودلالات فنيًا وجماليًا.
وتابع: لوحاته تمثل حوارًا بصريًّا ذا طابع تجريدي، يعتمد على الألوان الفاتحة والمساحات الواسعة والعلامات والخطوط الجمعية، جمعها بوبي عشر بفرادة ………وتقدم الفنانة جواهر السيد عشرة لوحات أيضا تمثل أخر تجاربها والفنانة له مشاركات متعدده داخل المملكة وخارجها واقامت أكثر من معرض شخصي في المركز السعودي للفنون التشكيلية وداما ارت وعن تجربتها يقول ” الناقد تحسين يقين
التواصل بين النساء والاطفال، وتعبير الألوان عن المشاعر بذكاء واحتراف..تفاوت الألوان مع تباين المشاعر، ذلك هو أحد مفاتيح الفنانة جواهر السيد.
باستثناء لوحة في هذه المجموعة، فإن باقي اللوحات تنحو منحى تضامنيا قويا، عبر وجود النساء معا متلاصقات، حيث يعبر احتكاكهن هنا طلبا للحرارة وهروبا من برد الوحدة
هناك على شاطئ جدة الجميلة، أطالت الفنانة تأملاتها النفسية والاجتماعية، لتعبر عن ذلك خطوطا وألوانا، تتجاوز بها مكانها، لتعبر عن حال الإنسان اليوم في هذا العالم ذي النزعة الفردية، والذي راح يعيش الناس عزلتهم رغم ما يحيون وسطه من ضجيج.
هي الوحدة إذن التي لا تقف عند حدود التعبير عنها، بقدر ما تبحث عن القلوب الرحيمة لتكون لها سكنا، كذلك لتكون هي لتلك القلوب ايضا سكنا؛ فالمشاركة والتضامن معا، يعني تحقيقا لوجودنا السامي في هذا الكون.
ورغم إحتمالية التعبير الذاتي هنا، لدى الفنانة جواهر، فإننا لو تعمقنا قليلا لوجدنا أننا إزاء تعبير موضوعي، عن حياة آخرين لا يملكون الشجاعة للبوح عن وحدتهم هم أيضا.
لقد نوعت جواهر على النغم الرئيس، لكنها بذكائها الفني لم تكرر لوحاتها، فجعلت كل لوحة تمثل وضعا خاصا.
صحيح أنها رسمت نسائها واقفات أو جالسات، في عدة لوحات، لكن لم يكن الوقوف واحدا” ولا الجلوس، دلل على ذلك الشكل نفسه، وما به من مضمون وبوح.
إنهن أي نساء، (وبشر) الفنانة التشكيلية السعودية، يلذن بأنفسهن، فيصرن أقوى وأكثر ثقة، بل ويجترحن معا مشروعية الوجود الإبداعي للمرأة، بما يحقق أدوارهن المتنوعة، بما فيها من أدوار فنية أيضا.
لذلك، فثمة بديل إنساني لدى الفنانة-المفكرة هنا، يؤكد أن التضامن في القضايا يعني الكثير، ولعل تلك هي رسالة فنانتنا الأسمى.
فيما تقدم الفنانة حنان الحازمي عشرة لوحات باحجام مختلفة تجمع بين التعبيرية والتجريدية. وستضع الفنانة في هذا المعرض اقدامها بقوة في المشهد التشكيلي السعودي وعن تجربتها يقول الناقد المصري الدكتور حسان صبحي
بلاغة اختزال المضم الفكري للعمل عند “حنان الحازمي”:
اعتمدت الفنانة “حنان الحازمي” على طرق تحليلية خاصة فى إبداع التركيبات الفنية واستخدام أقل عدد ممكن من المفردات والوسائط التعبيرية ذات الكثافة والثقل في تعبيراتها البصرية لطرح نموذج طليعي يضيف إلى الفنون البصرية ويعلي عادات الرؤية لدى المشاهد، وهو أحد الاتجاهات الهامة التي تم التأكيد عليها في الفنون البصرية. وامتلكت تلك الأعمال طاقة مسالمه تكتنزها عناصرها وبنائها التصميمي المشبع بطاقات التعبير والتفكير المفاهيمي.
حيث عكفت الفنانة “حنان الحازمي” على إضفاء عدد من المعالجات التقنية، والتصرفات، والتحريفات الشكلية واللونية “deformation of figures ” على شخوصها، وصبغها بقدر من العاطفة والصدق، لتتحدث أعمالها برسائل فنية بسيطة ولكنها محيرة ومعقدة مليئة بالملاحظات النفسية في الوقت ذاته، وتهيئة الأجواء الشاعرية، والميل نحو المبالغة في إبراز المواقف، وتكثيف” دراما ” الرسم والخط، وتصوير الانفعالات المختلفة، والأضواء والظلال المعبرة عن الجوانب العاطفية، والاستعانة بضربات الفرشاة المتوهجة والعميقة.
وذلك ما يفسر محاولات الفنانة في تحقيق ما هو غير مباشر في عملها الفني، لتظهر كتلها اللونية وتهشيراتها وخطوطها واتجاه حركه كتلها في فراغاتها، في أجواء حلمية غامضة، وبيئات لا تتوفر إلا في عالم ما وراء الطبيعة، لتتسم مسطحات وكتل اللون عند الفنانة تلخيصا تجريديا، ومعادلا بصريا تلخيصيا مرمزا حيويا، يجمع بين حيرة الغموض ووضوح الفهم في آن معاً، وبين المألوف واللا