………………….
لمَّا رأيتُ الشَّيبَ في وجهي استحَيتْ
ورأيتُ رأسي دونَ شيئٍ فاختَفيتْ
فذهبتُ سوقَاً للحياةِ وَ زادِها
لأبيعَها الدنيا و ما فيها شَرَيتْ
لا لم أجد من يشتري لذنوبِنا
أحرقتُها أسَفَاً و عنها قد أبَيتْ
ودفنتُ أحلامي و رَغْباتي التي
كانت سدُودَاً بينَ آهَاتي و لَيتْ
ودخلتُ سوقَ الخير مُستحياً فلم
يجِدوا لهذا الوجهِ آثاراً وبَيتْ
فوجَدتُ في قلبي بَقايا صَالحٍ
بالأمسِ كانت بين معصيةٍ و مَيْتْ
فأخذتُ بعضَ الخيرِ من تجَّارِهم
عرَضوا الصَّلاةَ ودون مالٍ فاشترَيتْ
وهَبوني صَوماً نافِلاً وتحيَّةً
وسَقوا اللِّسانَ الذكرَ عذْبَاً فارتوَيتْ
سَحبوا خِصامي في الحياة و لهوِها
بل مزَّقوا الدَّعواتِ في خصمٍ قضَيتْ
أهدُوني ثوباً للصَّلاحِ و مئزراً
سَتروا العيوبَ وبالفَضائلِ فاكتسَيتْ
وهبُوا لعيني غضَّ طرفٍ سَاترٍ
ورَمُوا بكفِّي الخيرَ في كفٍّ رَميتْ
فرَشُوا لأقدامي الطريقَ مُجدَّدَاً
وإلى المسَاجدِ خَطوتي فيها مشَيتْ
مسَحوا دموعي صَافحوني راجِعاً
فبكيتُ في ذاتي و فيهم كم بكَيتْ
خذ ماتريد فكلّ شيئٍ هاهُنا
للِه مجَّانا و لكنِّي اكتفَيتْ
فرميتُ من تلكَ القَصيدةِ أدمُعي
تلكَ التي قالت (ولكنِّي أتَيتْ)
إني أتوبُ عن القَصيدة قلتُها
في اللهِ أو في كلِّ شيئٍ قد عصَيتْ
……………………………
ابو حليم …..
