مقالات مجد الوطن

غراماتُ  الإشارةِ الحمراءِ

 

……………………………

 

وقفَتْ و في  لونِ  الإشارةِ فجأةً

سيَّارةٌ       حمراءةٌ    و    مُظلَّلَةْ

 

كانت   على  يُمنايَ   نافذةٌ   بها

عينانِ  من  كل  الجنونِ مُكحَّلَةْ

 

عينانِ من  ليلٍ و من فجرٍ و من

حُبٍّ و من سَفرٍ  و من كلِّ الوَلَهْ

 

عينانِ من قَدَرٍ  و من وَحيٍ  بها

كلّ   العيونِ     الفاتناتِ   مُنَزّلَةْ

 

عينانِ  كانت  آخرَ الأشياءِ  في

ذاتي وَ قد  جاءت  إليّ مهروِلَةْ

 

فنظرتُها    في    لحظةٍ    فكأنَّما

غاصَت وفي كأسي العيونُ المُثمَلَةْ

 

فكأنَّما   أخذتْ  حقائبَ   رِحلَتي

قد سَافرتْ عُمراً  بعَيني  المُقفَلَةْ

 

فتلوَّنتْ   تِلك   الإشَارةُ  أخضَراً

لونَاً    تفرَّقَ   بيننا   لن  نقبَلَهْ ؟

 

فاسودَّتِ  الألوانُ  في  أحلامِنا

والبِينُ  خلفِي  مُزعِجٌ  ما أثقَلَهْ

 

كَثُرَ   الضَّجيجُ   تلاعَنتْ  خلفي

وذاكَ البُوقُ مزَّقَ  طَبلةً ماأجهَلَهْ

 

النّاسُ لم تفهمْ بإنَّ اللهَ قد زَرَعَ

الهَوى      بإشَارةٍ      مُستَعجَلَةْ

 

فأشَرتُ  في  ذاكَ  الغُرابِ  على

الإشَارة غَيِّرِ الألوانَ لونَ المقتَلَةْ

 

أو صَمِّتِ  الفَوضَاءَ في خلفي وضع

حَدَّاً   وقَانوناً   لهذي   المهزَلَةْ

 

كُنْ   أيَّ  شيئٍ  بالمسَارِ  وحُفرةً

وسَطَ  الطريقِ  كَبيرةً   ومُعَطَّلَةْ

 

فمشَتْ و ضَاعَتْ كل آمَالي التي

كانت  تعيشُ و بالإشَارةِ  مُهمَلَةْ

 

فتكسَّرت    أُغنيَّةً   في  دَاخلي

والحُلمُ  غادرَ  لحظَتي ماأجمَلَهْ

 

لكنَّها   النظَرَات  خلفَ  زُجاجةٍ

دخَلتْ   إلى سيَّارَتي    مُتسَلِّلَهْ

 

فمَشَتْ مَشَيتُ  وراءَها .. دقَّتْ

إشارَتها اليمينَ إلى الرِّصيفِ مُفرمِلَةْ

 

نَزلتْ كأنَّ اللهَ ألهمَها بِأن تُهدي

العيونَ       إجَابةً       للمَسألَةْ

 

فرَمَتْ   لهَا   أقصُوصَةً  طارَت

وفي ذاكَ الرَّصيفِ مُجَدَّداً كانتْ صِلَةْ

 

فتَراقصَ  النَّملُ الصَّغيرُ  وجاءَ

مُبتسِماً برقْمٍ في الحَلا كي يَحمِلَةْ

 

عَادتْ   حَياتي  و  اللقاءُ  بها

سَيشطُبُ صفحةً مملؤةً بالأسئِلَةْ

 

عادتْ بأيَّامي الحقولٌ وعُشبُها

والزَّهرةُ  البيضَاءُ عادت مُقبِلَةْ

 

والشَّيبُ غَادرَ  والتَّجاعيدُ  التي

في كلِّ   خَدِّ  غادَرتْ   مُترَجِّلَةْ

 

كانتْ  لنَا  الأيامُ  أروعَ  مايكونَ

جنونُها      بالذِّكرَياتِ      مُدَلَّلَةْ

 

كانت  لنا   الأعطارُ   أجملَ  مُرسَلٍ

والشَّوقُ في ظَرف الهَدايَا المُرسَلَة

 

لكنَّها     الأحلامُ    فينا    سَافرتْ

لم نلقَ  مَن يدري  بها  كي نَسألَهْ

 

مَضتِ  السِّنينُ ولم  تزلْ  حَمراءةً

تلكَ   الإشارةُ  وَ  السَّماءُ   مُظلَّلَهْ

………………………………

أبو حليم ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى