مقالات مجد الوطن

هي الحكاية التي لا تُروى…

 

 

 

فاطمة بكري

جازان _ العارضة

 

ليست من أولئك اللواتي يُحدثن ضجيجًا ليُقال عنهن إنهن مختلفات،

ولا من اللواتي يُبالغن في الظهور لتُسلّط عليهن الأضواء.

هي هادئة، تمضي كما النسيم، لا تطرق الأبواب، لكنها تدخل القلوب برفق… وتستقر.

 

لا ترفع صوتها لتُسمع، ولا تتزيّن لتُبهر،

هي تعلم أن الوهج الحقيقي لا يأتي من الخارج، بل من الداخل… من تلك التفاصيل الصغيرة التي تُشبهها، من بساطتها التي لا تُصنّع، ومن حضورها الذي لا يطلب شيئًا… لكنه يأخذ كل الانتباه.

 

حين تتكلم، لا تقول الكثير، لكن كل كلمة منها تُشبه لمسة ناعمة على الروح.

وحين تصمت، يملأ صمتها المكان، كأنّه لغة لا يتقنها إلا من اعتاد الاستماع بالجَمال، لا بالصوت.

 

هي لا تُقارن نفسها بأحد، لأنها تدرك أنها لا تُشبه أحدًا،

تحتفظ برُقيّها، وذوقها، وحيائها، دون أن تُفرّط في شيء من كرامتها لتُرضي أحدًا.

لا تُجامل لتكسب، ولا تتصنّع لتُعجب… لأنها تعرف أن من يستحقها، سيحبّها كما هي.

 

أنيقتها لا تُقاس بما ترتديه، بل بما تحمله في قلبها من نقاء،

فكل من اقترب منها شعر وكأنّه على موعدٍ مع شيء دافئ، ناعم، ومُلهِم.

 

وفي لحظة صفاء، حين تنظر إلى ذاتها في المرآة، تبتسم،

لأنها تدرك أخيرًا أن أجمل ما فيها… هو أنها لم تحاول أن تكون إلا هي.

 

فتكتب رسالة خفيفة لقلبها:

 

يا أنا،

لا تُفرّطي في هدوئك من أجل ضجيج مؤقت،

ولا تتخلي عن نُبلك من أجل إعجاب عابر.

كوني كما كنتِ دائمًا…

نسمة لا تُرى، لكن تُحسّ.

وردة لا تفرض عطرها، لكنها تُشعر الجميع بوجودها.

وامشي بثقة، لا لأنكِ تملكين كل الإجابات، بل لأنكِ تصدقين في خطواتك، وتُحبّين ذاتك كما أنتِ.

 

الجمال لا يصنعه صخب الظهور، بل هدوء الحضور،

ولا تُقاس الأنوثة بكثرة الأضواء، بل بمدى ما تتركه الأنثى من أثرٍ دون أن تحاول.

فكوني دائمًا… الأثر، لا الضجيج.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
RocketplayRocketplay casinoCasibom GirişJojobet GirişCasibom Giriş GüncelCasibom Giriş AdresiCandySpinzDafabet AppJeetwinRedbet SverigeViggoslotsCrazyBuzzer casinoCasibomJettbetKmsauto DownloadKmspico ActivatorSweet BonanzaCrazy TimeCrazy Time AppPlinko AppSugar rush