الخفجي –
زهير بن جمعة الغزال
بالرغم من إعاقته البصرية، إلا أن الشاب محمد سعد يمثل نموذجاً قوياً نجح في تحويل إعاقته إلى طاقة وإبداع،
ليحكي قصته التي تمثل إلهاماً كافياً لكل شخص يؤمن بأن الأمل باقٍ في الحياة لكل من يبحث عنه في نفسه، واثقاً من وجوده فيها.
و روى محمد سعد قصة فقدانه للبصر بعد أسبوع من ولادته بسبب خطأ طبي، ويعلق “أعتقد أنّه كان أجمل خطأ طبّي لأنّي أشعر اليوم أنّ حياتي لها معنى وقيمة، أنا سعيد بما حدث رغم أنّه تسبّب بالألم لأهلي، لكنه أعطاني حافزاً لأكون عاملاً إيجابياً في حياة الكثيرين”.
و قال محمد أن هذا التغيير الإيجابي سرعان ما تحول إلى واقع، فقد أكمل دراسته حتى أصبح مدربا ليهتم بالموضوعات التي تشغل بال الجميع، وليس المكفوفين فقط، فضلاً عن نشاطه على مواقع التواصل الإجتماعي ومشاركته في عدد من الفعاليّاتِ وتقديمه عدّةَ محاضراتٍ تعريفيّةٍ وتوعويّةٍ بفاقدي البصر في المملكةِ وخارجها. ولم يتوقف إسهام محمد عند هذا الحد، فقد تخصص في المونتاج الصوتيّ والميكساج وإعداد وتقديم البرامجَ والبودكاستات الصوتيّة، وكتب المقالات في مختلفِ الأمورِ الاجتماعيّةِ المختلفة، بالإضافةِ إلى طرح المواضيع التي تخصُّ المكفوفين وتعزيز قدراته في اللغة الإنجليزية.
وبعد هذه المسيرة الحافلة، يختم محمد حديثه بتوجيه رسالة يؤكد فيها أن من حق أي فرد من أفراد المجتمع أن يعيش حياته بشكل طبيعي، مضيفاً “لا تسمح للظروف القاسية أن تحطمك فالحياة غالية جداً وستعيشها مرة واحدة فقط”، كما يوجه رسالة للمكفوفين يقول فيها “ثقوا بقدراتكم ولا تهتموا بأي شخص مثبط من حولكم، كن اجتماعياً مع الآخرين لكي تمحوا الصورة السلبية وتعم النماذج الإيجابية في المجتمع وليكون كل كفيف علامة بارزة يعكس من خلالها المجتمع الإيجابي للمكفوفين”.