رفض المعلم في الكفاح قعودا
وأبى الحيـاة وداعـة وخمـودا
وسعى بكل عزيمة نحو العلا
فسما على هام السحاب صعودا
لا تبخسوه ! أما علمتم قـدره
ويداه كالسحب السوابغ جـودا
غاياته غرس العقيدة والهـدى
يطوي لهـا بيـدا ويقطع بيـدا
كم شع من نور الفضيلة عقله
كالشمس تلبس حسنها المعهودا
ومعاشـر الطلاب ترنـو حولـه
متوهجا يجلـو السنا المنضودا
لم يتخذ نشـر العلـوم تجارة
كلا ولا يـرجـو بـه التمجيـدا
تشدو طيـور الحب من نبراته
حتى تميل له النفـوس ورودا
في روحه للحب ألف حكايـة
تهب القلوب جمـالها المفقودا
هذي صنائعه تميس زهـورها
وتضوع عطرا في الزمان فريدا
نفحاته تحيي العقول، وعلمه
يهدي النفوس الطامحات وقودا
وترى الشبيبة في معارج أفقه
ترقى على القمم الشوامخ صيدا
إن كان في بلـد بنـاء شـامـخ
فعلى المعلم وحده قد شيـدا
إني لمحت به الخلود، وحسبه
ذكـرى يخلدهـا الوفـاء عهـودا
أكبـرت فيـه صبـره ونضـاله
وحسبتـه فـي عـزمــه داؤودا
حمـل الأمانـة عاليـا فإذا بـه
قد بات فيه طموحنا منشـودا
أقسمت لم يهتف لمجد هاتف
إلا تــردد ذكـــره تـــرديـــدا
مذ كان في غرس المبادئ رائدا
بعث الرقـي وظـلـه الممـدودا
وسقى شجيرات الحيـاة بعلمه
وسقى الغصون وبارك العنقـودا
فتبـارك المسعـى لكـل معـلـم
أعطـى وكان عـطـاؤه مشـهـودا
شعر : الحسين الحازمي
الثلاثاء 1440/11/13هـ