( ماهر عبدالوهاب – جدة التاريخية )
• ستة أسابيع حول تاريخ بيوت جدة القديمة والثري بالفن التشكيلي والعادات الاجتماعية والتراث الثقافي والمأكولات الشعبية في حي البلد، تستقطب أعداداً غفيرة من الزائرين
اتسمت فعاليات موسم جدة التاريخية وحتى انتهائها بهذا الاختتام الرائع بالتميز، واستطاعت أن تجذب أعداداً غفيرة من الزوار إلى العديد من الأنشطة التي عرضت الفن والثقافة والتراث الثري في جدة بالمملكة العربية السعودية. وتمشيا مع خطة رؤية المملكة 2030 لتحول قطاع السياحة والفندقة داخل المملكة العربية السعودية، استضافت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالشراكة مع هيئات القطاع العام الرئيسية، موسم جدة التاريخية في منطقة جدة التاريخية، أحد مواقع التراث العالمية في اليونسكو كجزء من موسم جدة. وافتُتح هذا الموسم في الثامن من يونيو عام 2019، وانطلق من رؤية تهدف إلى إقامة روابط وصلات بين ثقافة المدينة والفنون العالمية واستمر الموسم لمدة ستة أسابيع، حتى الثامن عشر من يوليو 2019.
وخلال موسم جدة التاريخية، شهدت شوارع جدة التاريخية حشوداً كبيرة من الزوار مليئة بالحماس. وعكس اهتمام الجمهور الكبير ومشاركته في هذا الموسم أن فرص السياحة في المملكة قد بدأت بالفعل. ومثلت منطقة البلد في جدة التي تعرف بجمالها وتاريخها العريق، وهي منطقة لا مثيل له لتعكس ثراء ثقافة جدة، فتركت بصمة مثيرة للإعجاب في أذهان جميع الزوار.
فاحتفل موسم جدة التاريخية في منطقة البلد بجدة أحد مواقع التراث العالمية في اليونسكو بالثقافة والتراث الفريدين لمدينة جدة، فكانت منطقة البلد بمثابة بوابة إلى المملكة العربية السعودية. وقدم هذا الموسم العديد من المعروضات والأعمال الفنية والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والعروض والمأكولات وغيرها، والتي استحوذت على أهم المعالم البارزة في تاريخ جدة وتطورها. فجمعت بين مجموعة ملهمة وشيقة من الأحداث الثقافية والفنية ذات الطابع العائلي، وعروض ترفيهية فريدة من نوعها، ونكهات طعام شهية وجولات تسوق لا تنسى.
تحت رعاية وزارة الثقافة، وخلال الموسم انغمس الزوار في المسار الثقافي الذي تضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة بما في ذلك: أول تجربة مسرح تفاعلي في جدة – بيت الدهاليزي، وكذلك عرض شارع العزوة المسرحي الكوميدي الاجتماعي ، ومعرض فن جميل الذي ضم العديد من ورش الحرف الفنية التقليدية، ومزاد كريستيز الشهير عالمياً كأول مزاد فني دولي في المملكة.
وعلقت شهد الحمزي من شركة سدرة لتنظيم الفعاليات والترفيه قائلة: “لقد كانت تجربة رائعة أن نشارك في هذه المبادرة وأن نكون مشاركين في نسخة هذا العام من موسم جدة التاريخية كرواة للقصص للزوار القادمين إلى جدة. وقد فاقت الاستجابة والمستوى الكبير من الحماس من قبل المشاركين كل توقعاتنا. ويعد الموسم منصة رائعة لعرض ثقافة وفنون وفلكلور منطقة البلد، ونحن على يقين من أننا في المستقبل سنشهد ارتفاعا من حيث أعداد الفنانين والعارضين، والمشاركات الترفيهية، لجعل موسم جدة التاريخية حدث يجب حضوره وموسم جذب سياحي داخل المملكة “.
وفي المسار الترفيهي، حرص الجمهور على التعرف على لمحة من كل عرض بدءًا من الأعمال الشيقة والمثيرة التي تتحدى الجاذبية من خلال عروض “الرقص على المباني” مع الحركات البهلوانية على الجدران الرأسية للمباني، وعرض رقصة المزمار وعروض فرقة المشي على الركائز وعروض فنانين الرقص على الحلقة، بالإضافة إلى عروض أخرى من موسيقى الشارع استمتع بها جميع ضيوف الموسم وبشكل يومي في كل زاوية من خلال المزج الرائع بين مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية.
بالإضافة إلى ذلك ، استمتع الزوار “بمفاجأة في كل زاوية” ، حيث ذهبوا في رحلة لتذوق طعام الشارع الحجازي ومجموعة كبيرة ومتنوعة من المأكولات من جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال، افتتح مطعم المأكولات البحرية الشهير كاتش القادم من نيويورك، أبوابه خلال الموسم، حيث قدم للضيوف أطباق من المأكولات البحرية الكلاسيكية بأسلوب معاصر ووفر لهم تجربة طعام لا تُنسى.
ومن المعالم الرئيسية الأخرى في الموسم هي زاوية 97 التاريخية لتجارة التجزئة ، التي منحت الزوار الفرصة للسير عبر ممشى مليء بالتوابل والأعشاب العطرية في جدة. فكانت فكرة تفعيل الزقاق من أجل إحياء وإعادة حرفة “العطارة” للزوار الصغار. كما أتيحت للزائرين الفرصة لزيارة مختلف المساحات المخصصة لورش العمل، ومحلات التوابل والأعشاب التي يطلق عليها تقليديًا “العطارة”. كما تضمنت الورش أعمال من النحت والنقش التقليدي على الخشب.
وتضمنت المنطقة أيضًا بيت الشرقي، وهذا المبنى التراثي تقع زاويته على بعد 97 درجة من اتجاه الكعبة المشرفة في مكة. واستضاف بيت الشرقي معرض زاوية 97 لحرفة “المنقور” التقليدية ، وهو فن تراثي شهير في فن العمارة الحجازية الموجود الذي يشتهر به حي البلد. كما استضافت المساحة أيضًا العديد من منافذ تجارة التجزئة لبيع المنتجات الخاصة بالحرفة والتي أتاحت للزوار تجربة أسلوب الحياة الفريدة التي عاش بها أجدادهم.
وتضمن ختام الموسم قصص ملهمة منحدرة من التراث والتاريخ ما زالت تتحدث عن “موسم جدة التاريخية” وستواصل التحليق في جميع أنحاء المملكة في السنوات القادمة. ظهر موسم جدة التاريخية لعام 2019 كأبرز الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية في الروزنامة الاجتماعية لجدة. خلال فترة الموسم ، كانت ملاحظات وتعليقات الزوار مشجعة للغاية، حيث وضعت جدة وبقوة على خريطة العواصم الثقافية في المنطقة العربية.