مقالات مجد الوطن

“أطفالنا أين هم؟!”

الأخصائية النفسية:
غادة شوعي

سؤال لطالما سألت نفسي
أين ذهبت ضحكات اطفالنا البريئه، لعباتهم، طموحاتهم، أهدافهم المبنية في الصغر ، عفويتهم، ومن المسؤول الأول عن فقد كل ذلك فيهم؟!
وتذكرت حين سألت أحد الأطفال هل تستمتع باللعب مع أقرانك؟! هل تستطيع أن تلعب ألعاب الصغار؟! فكانت الاجابة بـ: لا
السبب؟!!
“لأني مشهور وبابا وماما دايم يقولوا لاتلعب لانك مشهور”
استغربت كلماته..
تيقنت بعدها أن المسؤول الأول هم الأباء والأمهات
مع الأسف أصبح لدى بعض الافراد من مجتمعنا ظاهرة المتاجرة بأبنائهم وبناتهم واستعراضهم أمام الكاميرا وجمع المتابعين بحجة الشهرة،فحب الشهرة سمح لهم بالمتاجرة بأطفالهم والتضحية بطفولتهم وبراءتهم،
من المسؤول الأول هنا؟
ان بحثنا في حساباتهم سنجد انها تدار من قبل احد أفراد الأسرة اما أن يكون أب أو أم أو أخ أو أخت دون مراعاة لعقبات هذه المتاجرة على نفسية الطفل ومنهم من هم أبناء الثانية والثالثة والرابعة وغيرهم من الأعمار…
ولايخفى علينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث:
“كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”
نحن نعلم أن الطفل هو أسرع دخولا لقلوب الكبار لمايصدر منه من عفوية في تصرفاته..
ولكن مايؤلم أن يسلب الطفل أجمل حقوقه لاجل تلبية رغبات الكبار .
اقولها بصدق البعض منا لم يتحمل فشله في كسب قلوب الاخرين فاستغلَّ برآءة طفل لمعرفته التامة أنه يستطيع أن يصل لقلوب الكبير قبل الصغير دون اسئذان ..
مما جعل بعض المربين ينهج هذا النهج ظنًا منه انه يستطيع كسب الكثير من المتابعين بمجرد فقط الاشتهار بهذا الطفل في مواقع التواصل الاجتماعي..
وكلنا يعلم أن الطفل ليس بصاحب قرار، وليس من حق الأباء أن يتخذوا القرار عن ابنائهم فيما يخص مستقبلهم.
الطفل في هذا الوقت بحاجة لأن يعيش طفولته وبراءته يلعب، يجري، يتعلم ماينفعه.
هل فكرنا كيف سيتعامل هؤلاء الاطفال مستقبلاً مع الشهرة؟!
هل فكرنا كيف يمكن أن نتجاوز غرور وكبرياء الطفل مع اقرانه كونه مشهورا؟! ام هل فكرنا كيف ممكن ان يتعامل هذا الطفل مع عامة الناس ومع من حوله في المستقبل من معلمين وغيرهم؟! ام هل فكرنا كيف سيواجه سب وشتم المتابعين له او سوء سلوكهم معه؟!
هل فكرنا كيف سيسطيع تحقيق اهدافه وطمو حاته عندما يكبر؟!
ام كيف سيواجه الخوف او القلق الذي قد ينبع من الشهرة؟!
فالطفل المشهور لايمارس طفولته بشكل طبيعي، فقد يزرع به طفلا مغرورًا وقد ينسى حلمه وماذا سيصبح عندما يكبر بل سيصبح كل همه الشهرة وكيف يُرضي الأخرين.
أبنائكم لديكم أمانة قد أودعها المولى بين ايديكم كي تقوموا بتربيتهم فتعلمونهم وتؤدبونهم
ولا ننسى أن الأطفال من عمر الثانية الى عمر الثانية عشر هي مرحلة حرجة وهي مرحلة الغرس الجيد
“فالتعليم في الصغر كالنقش عالحجر “
فما سنربيه في أبنائنا من معتقدات وأداب وقواعد راسخة تبقى معهم الى ان يكبروا
وان سمحت لطفلتك بالرقص والتبرج والتصوير لأناس في عمر الصغر حتى لو كان من أجل المرح فأنت تزرع بداخلها أن هذا الامر لابأس به وسيؤثر عليها سلبًا في عمر المراهقة ومن الصعب اعادة التهيئة والتربية في الكبر.
ولعل التوعية هي البداية الصحيحة لاقتلاع اي ظاهرة سلبية في المجتمع تؤثر على عقول أطفالنا بشكل خاص وعلى كافة المجتمع بشكل عام لذا فإن مسؤولية توعية الاطفال وتربيتهم وتوجيههم يقع على عاتق الأسرة بشكل كبير فهم نواة المجتمع
وأخيرًا أقول لجميع الأباء والأمهات
أحسنوا غرسكم ستجنى ثماركم وسيرتفع الدين شامخًا الى السماء.

-الأخصائية النفسية:
غادة شوعي
مهتمةبالتشخيص والتقييم وعمل البرامج العلاجيةللاضطرابات النفسية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين، الراشدين .
اميل
mlak.alkheer@gmail.com
تويتر
@mlakalkheer1
انستقرام وفيس بوك
@mlakalkheer5354
سناب
@mlakalkheer

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى