مقالات مجد الوطن

بحيرة

محمد الرياني

الغرفةُ التي ترتفع عن المساحة الخارجية بها شباك يكاد يلتهم معظمَ مساحة الجدار، انقسم اللوح الزجاجي في الجدار المطل على البحيرة قسمين بمساحتين مختلفتين، يبدو أن الغرفة بنيت ليرى الصغار مع الكبار مايجري بالأسفل، اللوح الزجاجي المتصل باللوح الآخر يوحي بهذا، على الأرض نخلة وطيور متنوعة أبرزها حمام ومعه بط كبير الحجم يسبح في البحيرة، اللوح الزجاجي الآخر يرتفع ليناسب أحجام الكبار ، وقفت امرأة حول الماء يبدو من رزانتها أنها في العقد الخامس ترمي الحبوب للطيور وهي مكانها، أحيانًا تتعب فتجلس على صخرة مفلطحة تربض حول البحيرة مع صخرات مختلفة الأحجام، ظلت ترمي الحبوب بلا انتباه، فجأة ظهر قطان كبيرا الحجم أحدهما أبيض والآخر برتقالي اللون، ظنَّا أنها ترمي بقطع من اللحم، وكلما ألقت شيئًا جريا نحوه لمزاحمة البط أو الحمام فتأنف أن تضع مناقيرها عليه بعد أن وضع القطان فمهما عليه، سقطت من على جسرٍ يعلو البحيرة حمامةٌ ميتةٌ يبدو أنها ماتت للتو، انطلقا القطان نحوها وتركا الطيور مع السيدة ترمي لها حبوبًا آخر، اطمأنت بأن الحبوب لن يمسه غير البط والحمام بعد أن انشغل القطان بالطير النافق، صعدت إلى غرفتها العلوية لترى المشهد من علوٍّ ، قال لها صغيرها : إن القطين عادا ليعكرا صفو الجو عند الطيور، يبدو أنهما جائعان فالتهما الحمامة بشراهة، عادت بسرعة إلى موقع البحيرة لتتأكد من الواقعة، وجدت القطين يلفظان أنفاسهما والطيور تشرف عليهما، يبدو أن السمَّ الذي وُضع للحمام أكلته حمامة واحدة، السيدة لم تكن متأكدة ما إذا كان الحَبُّ الذي ألقته للحمام هو الذي قد رُشَّ بمادة سامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى