مقالات مجد الوطن

عناق

 

محمد الرياني

قال لها :اسمُكِ هو عنوانُ كتابي الجديد ، لايوجدُ مَن هو جديرٌ بأن يحتلَّ صفحةَ الغلافِ غيرُكِ، لم يحمل أحدٌ ثلاثةَ أحرفٍ كما حملتِ أنتِ، تنازعا حتى كاد الغلاف أن يتمزقَ وتنتهي السيرة، أبدت شراسةً غيرَ مسبوقةٍ نحوه، اشتاطت غضبًا وغيرةً من العنوان، لاتريدُ أن يطبعَ اسمها كالوردةِ على ورقٍ تدوسه الأقدامُ أو أن يُمتهن، عاهدها أن يضعه في مَأمنٍ وأن يقرأه عليها ثم يخبئه إذا خافت عليه ، ومع هذا أصرت أن يطردَ هذا الجنون، وأن ينسجَ اسمها إذا أراد على جدران قلبه ، قال لها يا… وهو يمرِّرُ حروفَها واحدًا واحدًا على شفتيه لاتقلقي على فعلِ مَن أراد لك الخلود، تركتُه يعتصرُ الألم من ردِّها، فتحت غرفتَها وأغلقت على نفسها البابَ ثم جمعت كلَّ الأوراق منذ أن عرفها وتعلقت به حتى اللحظة التي وقف أمامها يستسمحها بأن يعنونها على مقدمة أوراقه ، دقَّ عليها البابَ والليل يطوي صفحاتِه؛ بينما لاتزالُ ترتبُ الأوراقَ بالداخل، نام جالسًا على أريكة تقابل غرفتهما والعنوان بجانبه، عندَ أولِ خيطٍ قادمٍ من الشمس عبرَ الشباكِ المفتوحِ على الحديقةِ أعلنَ الصباحُ عن ولادةِ كتابين، خرجت إليه ولايزالُ يغطُّ في نومٍ عميق وقد تدلّت رجلاه من تعبِ النومِ على قدميه والأوراق بيدها ، جلست إلى جواره لتبشره بكتابها عنه، وضعت اسمه على غلافٍ آخر، رددته أمامه وكلُّ حرفٍ على حدة، ألقى الكتابَ أمامها وعليه حروفها، ابتسمَ في وجهها وقال لها يا…. قالت له يا… تعانق الكتابان، وضعت يدَها في يده، قرأت عليه الصفحةَ الأولى من كتابها، قرأ عليها الصفحةَ الأولى من كتابه، أغلقا على العنوانين في خزانةٍ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى