شعر وخواطر

الأنفاس الأخيرة

الكاتبة/ سحر الشيمي،
‏sahar_shimi@

مؤلم أن نعرف بعضنا في النهايات ……….
الأشياء الجميلة لا تؤجل …..
قالتها ليلى : وهي تلفظ انفاسها الأخيرة على سريرها الأبيض ..
وجهاز نبضات قلبها يعزف سيمفونية الوداع ولكن أبت الابتسامة أن تغادر ثغرها الصغير وبدأت عيناها تحلق في سماء غرفتها متأملة كل ما فيها و يدور سيناريو حياتها كأنه فيلم معروض أمامها على شاشة تجمع ذكرياتها ، لتتفاعل مع كل مشهد ، بين حزن يمطر بالدموع وفرح يرسم الابتسامة والسرور ، فإذا بها تتوقف عند مشهد وتطيل فيه النظر وهي تمسك بيد من بجانبها ، كانت تلك اليد ممسكة بها منذ مدة طويلة قبل وصولها لسريرها الابيض ولكن لم تتعرف عليها الا بعد افاقتها من غيبوبة شهر اثر حادث سير مؤلم !..انها يد حور
تلك اليد التي تمتد لها عندما تسقط في بحر لجي من المخاطر وتلاطم أمواج قاسية و قراصنة يجولون حولها لقطع طريقها وسلبها ، فكانت تدافع عنها في غيابها وحضرتها ، وكانت يد مساندة لها في كل مشاكلها ، وحانية لها في حزنها ومرشدة لها عندما تضل الطريق أو تحتاج دليل في سير حياتها ، نعم انها صداقة روح دون صور تتواصل معها عبر وسائل الاتصال دون ان تتقابل معها لأنها من بلد اخرى قريبة لها ،ولكن اراد القدر ان تأتي تلك الصديقة بعد ان سمعت الخبر وترافقها في المستشفى الى ان فاقت ورأتها تمسك بيدها في الواقع وتدعو لها فتسمع صوتها لتعرفها من نبرته وتفتح عينها وهي في لحظاتها الأخيرة لتودعها بابتسامة وهي تردد تلك العبارة ؛( من المؤلم ان نعرف بعضنا في النهايات ، الأشياء الجميلة لا تؤجل ..
فترد عليها التقينا في النهايات ولكن لنا بداية في الجِنان…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى