مقالات مجد الوطن

 جلد الذات

 

جلد الذات ينتاب الشخص الذى يتوقع تحقيق النجاح والوصول إلى هدفه فى وقت قصير، ولا يضع فى اعتباره أنه يحتاج لجهد ووقت وتخطيط ليصبح حلمه حقيقة فهو يعيش فى الوهم والخيال بعيدًا عن الواقع ودون النظر إلى الإمكانيات المتاحة والمدخلات والأدوات الواجب توفرها للوصول إلي المخرجات الإيجابية المنشودة.

ويُعرف جلد الذات أو تحقير الذات Self-abasement بأنَّه حالة يُمكن أن تُلحِق الضرر بمن يعانون منها بطريقة تكون مقصودة من قِبل الأشخاص أنفسهم، حيث يكون الفرد مستمتعاً بهذا الضرر، وقد يكون الضرر معنوياً أيضاً من خلال لوم الذات بسبب اقتناع الأشخاص بأنَّ الأخطاء التي ارتكبوها لا تُغتفر وهنا تتفاقم المشكلة..

وقيمة الذات تأتي من شيء واحد، أن تعتقد أنك إنسان ذو قيمة. هكذا وزن الكاتب الأمريكي وين داير قيمة الذات. طالما كنت تنظر لذاتك بالنظرة المتفائلة، حتمًا ستصبح عظيمًا في نظر نفسك أولًا وفي نظر الآخرين، احترامًا وتقديرًا لك..

وحقيقة أن الشعور المستمر بالذنب وجلد الذات من أكثر المشاعر المزعجة التي قد تلازم شخص ما في فترة معينة، ويرجع هذا الشعور للعديد من الأسباب كتدني احترام الذات، الحالة النفسية السيئة.

الذنب موجود دائما إذا لم تكن متصالحًا مع ذلك، فلن تخرج من دوامة لشعور بالذنب أبدًا، ويمكنك تذكير نفسك، بأنك قد تشعر بالذنب حتى ولو لم تكن مخطئًا، وفي حالة أنك مخطًا فأي خطأ يمكن التحكم به وإصلاحه ليس مستحيلًا.ولذلك لابد من التصالح مع الذنب.وتسخير ذلك لعدم تكراره مستقبلًا والتعلم من المواقف والتجارب والأحداث التي تمر بها في حياتك.

وبالتالي إذا ارتكبت خطأ حقيقي فلا تهدر طاقتك في الشعور المبالغ فيه بالذنب، فيمكنك مثلًا الاعتذار للأشخاص الذين أغضبتهم، أو تصحيح الفكرة الخاطئة التي أخذتها عن شيء ما، قد يساعدك ذلك على تخطي الموقف بدلًا من جلد الذات.

وبديلًا عن جلد الذات لماذا لا نتعاطف مع ذواتنا؟
وللإيضاح أن التعاطف مع الذات لا يعني الأنانية ولا يعني عدم تحمل المسؤولية.
والتعاطف مع الذات، في أبسط صوره، يعني أن يتعامل الشخص مع ذاته بالقدر نفسه من اللطف والتفهم الذي قد يتعامل به مع محيطه الاجتماعي، مثل أقربائه أو أصدقائه أو زملائه في العمل.وبذلك نستطيع أن نصل إلى درجة من التوازن النفسي.

ولكن ليُدرك الفرد ما مشكلة جلد الذات التي يعاني منها، عليه أن يفرق بين هذا المفهوم وبين مفهوم اضطراب ما بعد الصدمة..

وللتوضيح أن أضطراب ما بعد الصدمة
Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD)
يكون ناتج عن التعرض أو مشاهدة حادث أو حوادث أو كارثة أو تهديدات مختلفة وهو رد فعل لاحق محتمل من معايشة حدث مؤلم أو أكثر من قبيل معايشة العنف منذ الطفولة..
ولذلك فهو يختلف بالكلية عن جلد الذات وهو ناتج عن حوادث او كوارث او تهديدات..

وختامًا
علينا أن ندرب أنفسنا على نقد الذات ✋
وليس جلدها، فالنقد شعور إيجابى يتيح لنا أكتشاف مواطن الضعف والقوة بموضوعية، فنجيد قراءة أنفسنا ولا نخشى من مواجهة التحديات، نستفيد من أخطائنا، نتمكن من الوصول لأهدافنا من خلال التخطيط الجيد وفقًا للإمكانيات المتاحة.

دمتم بود…

✍️د/علي بن مفرح الشعواني،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى