مقالات مجد الوطن

ذكريات من الماضي

قريتي الماطري ومحطة المياه مابين امسها واليوم يمتد عمرها لاكثر من ثمانون عاماً اقصد المحطه
تقع على مسطح مائي غزير وغنيه بالمياه الجوفيه انتفع به كل من جاورها ومن هم على امتداد طول الخط الناقل للماء الى جازان غربا وتقع على ظفة وادي جازان من الجنوب بالقرب من الريان (مركزوادي جازان)
مرحبا بكم في قرية الماطري حيث الماء والخضرة والعلم الحسن تلكم القرية الحالمه الجميله
كانت دوحة غناء كانت محط انظار ومتنفس للكثير من ابناء جازان المدينه ممن اثرت عليهم المدنيه في وقت مبكر من الماضي والقرى من حولها
كانت واحة ظلالها وارف لوجود الكثير من الأشجار الضخمه(الابراء) الممتدة المتصلة الظل وذلك لكثرة مياهها وعذوبته ومن ضمن تلك الأشجار شجر اللوز الهندي ثمره جميل حلو المذاق ويبحث عنه الكثير وكذلك بعض الاشجار المثمره كالتين والشفلح او القشطه وشجر الكاذي ويحف ذلك الشجر الكثير من النباتات العطريه الجميله بازهارها البهيه ورائحتها الزكيه وكثرة الأعشاب ممتدة الخضره
كانت محط أنظار المتنزهين وكانت تنظم لها الرحلات المدرسيه من مدينة جازان وكذلك عل  مستوى الافراد والعائلات وبالذات الشباب
كونها كانت ذات طبيعه خلابة وجميله جداً يجد قاصدها الراحة والجمال كانت جاذبه للترويح عن النفس وتغيير الجو منذ وقت مبكر حيث كان لها نكهتها وشذا ريحها واشراقتها الجميلة المميزه وشدو طيرها وعذوبة مياهها الطبيعيه
كان يعمل بها عدة مكائن ارتوازيه (مواطير) تضخ المياه لمدينة جازان وجميع القرى الممتده على طول الخط مجاناً كانت مفتوحة للجميع لم تكن مسوره والعمل بها بدائي يدوي ماء عذب زلال وطبيعي
واليوم اصبحت محطة جبارة محاطة بسور يصل طوله للالفين متر تقريبا او يزيد وتعمل بالكهرباء وعملها الكتروني وأصبح صرف المياه بعدادات اكترونيه ومياه تنقيه
ذكرياتها لاتنسى من الصغر ونعومة الأظافر الى الشيخوخه والتقدم في السن مرورا بتلك المراحل العمريه
كانت متنفس لابناء القريه صغيرها وكبيرها كان جل وقتنا نقضيه بين أحضانها من ألاشراق الى الغروب نلهو ونلعب
تتخللها اوقات الراحه والأكل تبدأ رحلتنا الصباحيه بالتسابق والاستمتاع والإغتسال تحت مبردات المكائن الساخنه او الدافئه هذا في ايام الدراسة
اما ايام الإجازة فلنا فيها ذكريات جميله نمارس فيها كثير من الألعاب الشعبيه المعروفه في تلك الحقبه يجتمع الكثير من ابناء القريه من الاقران
كنا نتسلق على اشجارها الضخمه نتسابق ومن يستطيع أن يرقى اكثر
اما اوقات السمر فيحلوا فيها السمر للكثير من ابناء القريه وللكثير منهم لمن لم يستطع الحظور اوقات النهار لانشغاله بالحياة اليوميه والمعيشيه من زراعه ورعي وخلافه
كان يسود الجو الهدوء الا صوت تكتكت المكائن وصوت الصرار الليلي(حشره تصدر صوت صرير متصل) رغم الظلام الدامس الا من الليالي المقمره وفي هذه الليالي يزيد النشاط نمارس فيه كثير من الالعاب الشعبيه وعندما يحين وقت المرواح والعوده للمنازل نتسابق مره اخرى الى المبرد ذلك الدش المنعش لننفظ  عناء التعب وما علق بالاجساد من التراب جراء الجهد البدني في اللعب العنيف احيانا مثل لعبة الساري حيث يغلب عليها ابراز القوه والمطارحه وكانت بعض الاوقات لاتخلوا من المشاكسات كما هو حال الاقران  وطيش الصغار في ذلك الوقت
لمحه بسيطه عن قريتي والذكريات الجميله وتلك المرحله التي قضيناها ارجوا ان اكون قد وفقت لنقل بعض من صورة الماضي والذكريات وان تنال استحسان القارء الكريم
والمعذره ان حصل تقصير او خلل
نسأل الله التوفيق والسداد وحسن الختام والحمدلله وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد. 14 شعبان1443
بقلم علي جرادي المطربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى