مقالات مجد الوطن

6 روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

– “إلى أين تخالين نفسكِ ذاهبة؟”
– فووووووق.. إلى السطوح.. إلى السماء.. إلى الجو البديع والهواء العليل.. إلى الراحة النفسية. القرار قرارك.
لم يكن قرارًا بمقدار ما هو وفاقًا كان له صدى في النفس، بعد تردد مني للحظة، انطلقنا على السلالم ركضًا إلى العلية، في غضون دقيقة فقط، استغرق طلوعنا هذه المدة تقريبًا.
عندما بلغنا السطح كان وجه (قناعة) مجانبًا لوجهي، داعبه الهواء البارد، تطايرت خصلات شعرها الطويل وغطى وجهها الطلق. كانت (قناعة) هيفاء ممشوقة القد، أنيقة ومرنة في حركتها كالظبية.
كنتُ أنظر إليها، استدارت ووضعت الأغراض، ومن ثم تشبثت بذراعي وعدونا إلى المغاسل.
كان يوجد مغسلتان من الرخام مصممة على الطابع الكلاسيكي القديم مع حنفيتا مياه متدليتان على حوضهما مركبة على حائط الحمام من الخارج.
شطفنا أيدينا من رغاوي صابون اليد السائل بعد أن غسلناهما جيدًا تأهبًا لتناول وجبة العشاء. لكن (قناعة) فجأة وقفت على أحد الأسرة المفروشة الباردة الندية مثل عصفور وقف على غصن غليظ.
حاولت التنطيط عليه لكن الحديد أجهض محاولتها لأن الأسرة كانت مصنوعة من الحديد القوي الصلب المتين. كانت الأسرة الحديدية تقبع بجوار السور الغربي المقابل لباب الدخول للسطح، تشقلبت (قناعة) وتقلبت على الفراش إلى أن استقرت متمددة على ظهرها باسترخاء تعد النجوم المتلألئة.
رحت أوضب السفرة، وأنا أقول لها: “دعي عد رجوم الشياطين، وقومي كُلي فلم يستفد من عدها قبلك”.
قالت لي:
– لقد ذكرتني بحديث أمي دائمًا تقول لي ذلك، وتضيف أن استمريتِ على هذا الرصد فستنبت الثآليل في أصابعك.
اعتدلت وسألتني:
– هل تعرفين أحدًا ممن يحب عد مصابيح السماء الدنيا مثلي نمت الثآليل على سطح جلده أم أنها خرافة؟
– الآن، الذي أعرفه أن ظلينا على هذا المنوال فالأكل سيبرد ولن يتناوله أحدًا منا. عجلي ولا تفسدي إتيكيت عشاء العمل.
– ردي ولا تتهربين من الإجابة.
– لن أتهرب.. سأجيبك ونحن نأكل.. هيا أنزلي..
الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى