مقالات مجد الوطن

بائعة العطر

 

أثـارت دمــوع الـعـيـن بـائـعـةُ الـعـطـر
وأذكت قديمَ الشوقِ والوجدَ في صدري

أشـارت إلى رفِّ العطـور ولـم تڪن
ترى مـا أرى أو ما شـعرتُ بـه تـدري

أشحت بوجهي كي أكفكف أدمعي
وأعطيتها للباب مسـتعجلاً ظهري

ومما غشـانـي ڪُنْتُ أدفـعُ بابها
وقد كتبوا سحباً بلطفٍ مع الشكر

فقامت إلينا يشتكي الردفَ خصرُها
تَـنـوءُ بشـحـمٍ ڪالمَهاةِ على النَّهِر

تقـول وتعلوها إبـتـسـامـةُ طـامـعٍ
بقربـي ‘تمهَّل عندنا أفضلُ السعر ‘

وزاد شـرودي صـدرها حين أقبلت
وجادورها الفَوَّاحُ في ثوبها العصري

فأغمضتُ عينـي والحنين يُعيدني
لِـفـاتـنـةٍ أرخصـت من أجلها عُمري

غرامـي التـي لولا جنونـي بحبها
لما ڪُنتُ ممن يسـهر الليل للفجر

ولولا هواها فـي فُـؤادي ومـا لها
من القَدْرِ مـا سـلَّمتها طائعاً أمري

سميرةُ فكري فـي شرودي وسلوتي
إذا وصفت يوماً على هجرها صبري

وزائـرتـي حلماً إذا غـاب حـرفُـهـا
وأشغلتُ في أسباب غيبتها فكري

وملهمتـي فيها أصـوغ قصـائـدي
وما طاب إلا فـي محاسنها شعري

عـقـيـدةُ قـومٍ ڪلما جئت طالباً
رضاها أشارت كيف تقوى على مهري

ولـو ڪان مـالاً مـهـرهـا هـان أمـره
ولـڪنـه صـبـر الڪريـم على القهر

وترويض حُـرٍ عاش فـي رأس شاهقٍ
لِـمَـدِّ جـنـاحـيـه ظـلالاً على القُمْرِي

فـيـا ويـل قـلـبٍ بـات صـبـاً متيَّـماً
ومـن هـام فيها لا تتـوب مـن الغدر

ويا صـبرَ مـن ذاق الغرام ولـم يجد
شفيعاً سوى ماء العيون على النحر

ويـا طـول لـيـل المُـبـتـلى بحنينه
لمالكةٍ فـي الحب قلباً من الصخر

ويا ثـورة الأشـواق بالصـدر عندما
أثارت دمـوع العيـن بـائـعـةُ العطر

✍🏻/ علي الخبراني
العارضة / جازان
٢٦ / ٨ / ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى