مقالات مجد الوطن

تكملة الجزء الخامس عشر روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

 

نهضت بعدما استجمعت قواها الخائرة ووعيها يعيش في حالة من اللاوعي، ماذا حدث؟ ومن الذي حملني ووضعني هنا؟!
كان هناك صوتًا ذو هيكل خفي يجيب على تساؤلاتها: “أن جدتكِ حضرت الشياطين والمردة وجمعتهم على كيانكِ الضعيف الصغير”، شعرت أنها جبل بعدما تسلقوها!

الأحداث متصاعدة في مخيلتها، والناس قد اصطفوا لمشاهدة تنفيذ حكم الإعدام فيها. وحين وقف السياف بجانبها تذكرت شيئًا مهمًا، حضر نفسه جيدًا، رفع سيفه حتى لاح بريقه، وقبل أن يهوي به ويحز رأسها تعلقت يده في الهواء وهي تغمغم بكلمات غير معروفة، نظر السياف إلى القاضي نظرة استفهام، والأخير يراقب بانتباه لئلا يحدث ما لا يحمد عقباه، وقبل أن يبدأ عليه الارتباك، قال للسياف: “سدد، وكل شيء سينتهي”.
ظلت الشيخة ليلى أمامهم تتمتم بتعويذتها حتى ظهر لها خيطًا به ثلاث عقد رفيعة نفثت فيها، فطارت مودعة قرية جدتها وساحة الإعدام التي سادها صمت رهيب بعدما كانت تنتظر حكمًا نهائيًا بالقصاص ينفذ فيها.
دام الصمت مطبقًا عليهم إلى أن اختفت كليًا كأن لم يكن في هذه الفسحة مذنبة إلا جسد السياف الذي هوى جمادًا هامدًا، وفمه يقبل الأرض التي بعد فترة سيتحلل فيها وسيعتبر مثل فص ملح ذاب في كوب ماء.

الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى