مقالات مجد الوطن

أهمية الاستقلالية عند الطفل

 

تعتبر تنمية الاستقلالية عند الطفل الحجر الأساس في إنشاء إنسان مستقل .

و الاستقلالية عند الطفل مطلب فطري يحتاج إلى التنمية ، فالأطفال منذ نعومة أظفارهم يميلون نحو الاعتماد على أنفسهم، وتلبية متطلباتهم بشكل شخصي .

هنا يأتي دور التربية في تنمية هذه النزعة، أو كبحها وتنشئة طفل اتكالي يفتقر إلى الاعتماد على ذاته.

الاستقلال الذاتي يعني
قدرة الفرد العاقل على صنع قراره الذاتي بنفسه ،من دون تدخل من أي طرف آخر .

و عملية نمو الطفل تهدف بالأساس، إلى تحقيق الاستقلال والاعتماد على النفس ويمكن ذلك عن طريق اتباع العديد من السلوكيات والأساليب في التعامل مع الطفل.

لذا يتعين على الوالدين تشجيع نزعة الاستقلال لدى أطفالهم، وتوجيههم نحو السبل البناءة وعليهما أن يفرقا بين الاستقلالية ،والثقة بالنفس .

فالمسؤوليةالوالديةيجب أن توجه نحو الأشياء التي يميل إليها الطفل، حتى يمارسها بحب لتكون النتائج إيجابية.
استقلالية الطفل تعني حريته في الاختيار .

هذا لا يعني على الإطلاق تخليهما عن دورهما في التوجيه والتعليم، كما لا يعني تركه من دون هدف.
لكن ليس مطلوباً أن يحب الابن كل الأشياء التي يحبها الأهل ،وعليه أن يختار النشاط الذي يحبه مثلاً .

هناك معتقد خاطئ لا بد أن ننوه إليه أن بعض الأمهات يعتقدن أن تأدية المهام نيابة عن أطفالهن هو نوع من الاهتمام والدلال، فيفعلن ذلك بكل طيبة وحسن نية ،
و لكن قد يأتي زمن يلعب فيه الطفل ذو الأعوام الخمسة بألعابه، ثم يعمد إلى تركها في مكانها بعد انتهائه، لتطلب منه أمه الغارقة في زحام الواجبات والمسؤوليات ترتيبها وإعادتها إلى مكانها فيرفض!
بالطبع سيرفض؛
لأنه لم يعتد القيام بذلك بنفسه؛ وإنما كانت هناك أم لطيفة اعتادت القيام بهذه المهمة نيابة عنه لذا دعنا نتفق أن الخطوة الأولى لتربية طفل مستقل ،هي تعويده على أداء مهامه في سن مبكرة .

لا يمكن بناء الاستقلال التام ،للطفل ما لم يكن هناك ،شعور بالطمأنينة لدى الطفل و بأنه يستطيع ،أن يعتمد على والديه لحمايته ،من أي خطر في أي وقت.

عموماً على الآباء والأمهات إفساح المجال أمامه كي يعبر عن ذاته.

لا يغيب عن الوالدين مناقشته فيما أمضى يومه، وإعطائه الوقت للإنصات إليه.

دعيه يتحدث عن أقرانه، مع تصحيح المفاهيم التي تلتبس عليه.فضلا على الاهتمام بما يقوم به من أنشطة أو واجبات، وحثه على المشاركة في الرحلات والفعاليات المدرسية، وتشجيعه على المشاركة يجعله يكتسب مهارة التكيف الاجتماعي.

قد تتساءلين عزيزتي الأم كيف تربين طفلاً مستقلاً، وعن الطرق والسلوكيات التي يجب عليك اتباعها من أجل تنمية الاستقلالية عند طفلك.
نحن نقترح عليك الخطوات التي من شأنها تنشئة طفل مستقل معتمد على ذاته.

بداية ستلاحظين في مرحلة ما من عمر طفلك الصغير ظهور نزعة لديه لفعل كل شيء بنفسه، وقد تبدأ هذه المرحلة بحدود العام الأول؛ إذ يميل الطفل إلى إمساك ملعقة الطعام من يدك ليأكل بنفسه، فينسكب كل شيء منها قبل وصوله إلى فمه، أو يرفض شرب الماء حتى يمسك كوبه بنفسه، فيسقي ملابسه والأرض قبل أن يرشف قطرة الماء الأولى. لا بُدَّ أنَّكِ مررتِ بهذه الأحداث في مرحلة ما، وإن هي إلا بوادر الاستقلالية الفطرية عند الطفل، التي يمكن لكِ عن طريق استجاباتك وردود أفعالك تنميتها وتنشئة إنسان مستقل معتمد على ذاته، أو كبحها وتنشئة فرد اتكالي كسول.

ابدئي في سن مبكرة:
تعد الاستقلالية عند الطفل قيمة يجب غرسها في سن مبكرة؛ إذ لا يخفى على أحد أن العلم في الصغر كالنقش على الحجر، وهذه المقولة قيمة جوهرية. والغاية من عملية التربية هي تنشئة إنسان مستقل قادر على خدمة نفسه وتقديم المساعدة إلى الآخرين .

_كوني قدوة له
من الأفضل أن نفعل الشيء الذي نريد منه فعله
_أعط طفلك مهام تناسب عمره فهذا ينمي شعوره بالاستقلالية و يعززه
_ امدحي فعله و ليس شخصه عندما يقوم بأداء عمل جيد كأن نقول
انظر كيف اصبحت غرفتك الآن مرتبة بعد أن أعدت ألعابك إلى مكانها
بدل أن نقول له أنت بطل
أو أنت نشيط
_دعي طفلك يجرب
و يفشل
_استشيري طفلك
و اتركي له حرية الاختيار مثل الملابس التي يحب ارتداءها أو لون السجادة التي ستضعينها في غرفته
_ ارسمي الحدود العامة لحرية تنقل طفلك ضمن القوانين فهذا يعلمه الانضباط و الالتزام لكن لا تجعلي الكثير من القيود
و الخطوط الحمراء اتركي له الشعور بالحرية
و المرح
_ عودي طفلك على تحمل نتيجة أفعاله مثلا اذا قام بسكب الماء من دون قصد يجب أن تعلميه كيف يجففه باستعمال الفوطة المخصصة لذلك
_ عودي الطفل على اللعب المستقل عن طريق وضع مجموعة من الألعاب الخاصة به في نفس غرفة الجلوس التي أنت موجودة و ليس في غرفته حتى يتمكن من محادثتك متى أراد
و يستطيع الذهاب إليها عند احتياجه إليها
لأن الام لا تستطيع أن تتفرغ للعب مع طفلها طيلة الوقت و لا تتركه يلعب بغرفته لوحده طوال الوقت

في النهاية علينا تنمية الاستقالالية عند الطفل
و اعتماده على نفسه في سن مبكرة حتى لا ينشأ طفل متردد و اتكالي
و منكمش على نفسه

الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى