مقالات مجد الوطن

‏أعلام من بيش ‏السيد الشاعر إبراهيم عارجي

 

‏د . ضيف الله مهدي

‏السيد الشاعر إبراهيم بن حسين بن محمد بن إبراهيم بن حسين عارجي ، يمتد به النسب الكريم حتى سيدنا أمير المؤمنين الخليفة الراشدي الرابع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه .

‏ولد عام  ١٣٠٦هـ  تقريبًا بخبت السيد وتوفي في عام ١٣٨٦هـ تقريبا وكان ترتيبه الرابع بين إخوانه وهم السادة محمد وأحمد وعلي .

‏نشأ وتربى على يد والده  فعلمه الرماية حتى أتقن مهارتها أحب الصيد ومارسه ببندقيته المجلز وكان من أبرع الرماة .

‏تخرج شاعرنا من ميدان (وافية) وهذا الميدان لا يخرج إلا الشجعان .

‏أحب الأوارك من الإبل وهذا الحب أظهر موهبته الشعرية فكان أجمل ماقاله من الشعر في تأبين ناقته المسماة الغروز عندما نُقل له خبر موتها .

‏دِلْعَ الغروز

‏لابتي وانا اجاني علم قاهر

‏حيث في الموا وعلم السوو ظاهر

‏بت طول الليل متندم وساهر

‏ ماهني طرفي المنام

‏موسى ابر عبدالله ذكر لي موتة الغروز

‏كنه ذكر دوله أجت متولية سعود

‏أربع مية بابور من اسطنبول واليهود

‏ شتشل مالنا

‏فقلت له علمك علوم الشر والغضب

‏وكل ليل تصبح مدينة في هلال رجب

‏والله عليها مطلع ماقلتها كذب

‏  ياجملة الحضور

‏يالغروز اللي بكت بك كل ديرة

‏من مسيلة ريم حتى بو ذخيرة

‏كل يوم في العقب ما ترعى الشعيرة

‏في يماني وافيه

‏يالغروز اللي بكى بك كل منهلي

‏وقد بكتها السلعية في صمة الخلي

‏والفارسي يبكي مع سادة بني علي

‏       والجن في الثرى

‏تبكي بها الأصلاب والبرك اليمانيه

‏بكره تشوق العين يوم تاجي مدنيه

‏حسبانها  حزابة  الميزر  مثنية

‏    قراعة الغوا

‏وبكاها نخب وآل أم المعالي

‏وكبيش يبكي على البكرة الطوالي

‏ديمها كالبفت ماهو هبد بالي

‏قول شراع الحاسنين

‏تبكي الغينة ومعطان الحشافه

‏حتى شعب الحطب ما جت بو شفافه

‏         لا مطر ما عد يسيل

‏وصنيف هزاع يبكي والمجاعر

‏شخبها في القعب كنه بيش داعر

‏والجرين لا أقبلت كالوكن ناعر

‏قد نشا ف أول خريف

‏و بكى هرمان وأبكتها الجرورة

‏و بكى عبثان في قلبه ضروره

‏  مانسي طول الزمان

‏وبكى رملان والشيحه مضافها

‏وأهل النعم وقت الغزور كلن يخافها

‏ولهاضروع في العقب يفزعني وخيفها

‏  قول قاطف الشتاء

‏ما نحلب الا ضرع والعاقب نسيله

‏والربع عندنا

‏بعدين نملا الصاع من زايد عيالها

‏بكرة تشوق الضيف حين يضوي بجالها

‏مثل دفير الموج يفزعني جفالها

‏            بوو  الأرض تمتلي

‏مثل الكدايا في النظر رفعة سنامها

‏ماقيلت في السوق للدلال يسومها

‏ولا رحول لحجي ولازم في خطامها

‏    ماضامها الهلاب

‏تسرح مضايا والنجوع والحل في الحضن

‏ما توجه إلا مورمة من زحمة اللبن

‏حتى أن ثقفها قد تقطع عادها يمن

‏    مازلت الهياج

‏وزت بسمره سارحه من عصب الوصيل

‏ ومن اعلا ابوالثعات ماقد زان لها المقيل

‏قد صوحت تسعه وبعدين يقنع الفصيل

‏   ناحي  يصيبها

‏توجه حناب الجش وأم القيد وارده

‏حتى الشمال وأخفافها في المحض غارقه

‏تحلب صلاة الظهر عاد الشمس شارقه

‏   ما  وفت النهار

‏منهو كعبثان قد جعل جوده وفشكره

‏وهب جلازي مرتع البكرة المزقرة

‏يقول نصيبك وترى الجوده محقره

‏ عبره لمن يرى

‏مدح الغروز قد زان من لسني تذكرا

‏عبيسها كالمسك والجاوي وعنبرا

‏والا المعاطير الذي في الهند تذكرا

‏تجيبها الزعيم

‏مجبور ياعبثان في البكرة المزينة

‏تسوى مية ملجوم من خيل المديَّنة

‏  من مشرق النجوم

‏يا البخيل الفسل للجوده تنظرا

‏يحيى جعلِّ سيف والجوفي المصدرا

‏ومن البنادق قد جعل نبوت وميزرا

‏وأربع مية ريال

‏ومعي عبثان مترجي جلازه

‏قد جعلِّ ضمد متكلف جهازه

‏والجمل قد عقله عندي وحازه

‏   و عدا الزايد يزيد

‏قيْلت تاجر مامعي شغله من الجحور

‏مال العثاثة قد هبولي أخير البكور

‏ومن الجمال قد عذروا في الفحل والرحول

‏   من خالص النية

‏وأختم بذكر الله والطه المقدمَ

‏والخضر و العباس وعيسى ابن مريمَ

‏   والأنبياء جميع

‏ومحمد المختار مقبولة شفاعته

‏ولعلنا السيد إبراهيم تواجد وحضور في ميادين الشعر الشعبي وخصوصا لون  الدمة و الزيفة  في مناسبات عديدة

‏ومن دماته :

‏يالله يامطلوب راعي الوجه الازهر

‏فارع الأمة وينهى كل منكر

‏مالك الدنيا الجميل

‏بعد فتح النور تسمع كل جابة

‏…………………………………………….

‏لابتي يامن يشا له علم يظهر

‏يلتقي في الجوخ لقدي الدوف يدهر

‏والذليل ذهنه يعيل

‏وآل عيسى تلتقى وقت الحرابة .

‏وقد شارك علمنا في واقعة الشورى دفاعاً عن حمى قبيلته ووثق الحادثة بثلاثة أدلاع طويلة نذكر بعضاً

‏أبدا بذكر الله قبل القول والبنا

‏ومحمد المختار متقدم شفيعنا

‏    واليأس والخضر

‏وبجاه الأنبياء واللي دعاية

‏يا إلهي قوم وتنظر قدايه

‏فن مدح القوم عاده في حرايه

‏   من مضايا حتى ريم

‏ذلحين رد الطيف يبكي بالشواجرة

‏من ريم للقحمة بكتهم كل حاجرة

‏والرح والكدى

‏وبكت عجره وهرمان اليماني

‏والجروره قد بكت طول الزماني

‏   وشعايب منشبة

‏والله ان وادي بيض يعرف دحش مالهم

‏ماعد معايه خير يوم خليوا رجالهم

‏وان قتلوا فاليوم مترجي عيالهم

‏        والحي له البقا

‏تبكي النجرين وشعاب المضايه

‏بأهل سمح المرت لا وقعت غوايه

‏يشهد الله الذي حاضر معايه

‏ فعلهم ظاهر مبين

‏وبكت بالشاجري سمرة وعطلت

‏حتى المذابح من جميع النبت بطلت

‏    والفلح ما رضي

‏تبكي الردحة وزادت في بكاها

‏والقلوب والقوز آثار العلم جاها

‏بعد مال الشاجري عد  من يشاها

‏           وأمست الديرة خراب

‏هكذا كان الوصف و التأبين  الذي أبكى كل من سمعه وقل أن تجد لهذا الوصف نظير في شعرنا الشعبي، لقد كان نابعًا من غزارة شعرية فريدة ومن قلب امتلأ حزنًا  على  الرفاق الذين شاركهم الواقعة

‏بقي شاعرنا متأثرا لفترة طويلة لكن الحياة لابد أن تستمر  فقام للإرض البوار وسقاها بعرقه وزرعها بيده لتبدأ  في الاخضرار الذي شرح صدره خصوصًا عندما رأى  عذوق  دخنها  تتمايل مع كل نسمة هواء فحركت تلك المشاهد كل أحساسيه فصدح يشدو بالإلحان والأشعار وهو يمارس الحصاد  مواصلًا يومًا بعد يوم حتى إنتهى من حصادها  وتركها بعد أن قام  بتجيهزها للموسم القادم

‏قبل موسم الأمطار والسيول تفاجأ بقرار وكيل أمير صبيا بضمها  ضمن الأراضي  البيضاء ، فما كان منه إلا أن شد الرحال إلى مدينة صبيا لمقابلة أميرها

‏بعد مسيرة يوم كامل حط رحاله أمام مبنى الإمارة

‏ودخل وسلم على أميرها وارتجل قصيدته التي عسفت المهرة لراعيها .

‏  حصابي ١٣٦٨هـ

‏مني سلام الله عليك يا قصر معتبر

‏طوله ميه قامه وطالع من على القهر

‏مبني من الفضه ولا قيلب ولاحجر

‏عبره لمن يرى

‏دخلت هذا القصر بيبانه مفتحه

‏فيها الذهب واللول أكياس مسدحه

‏وفيها سيوف الحرب تذكر لي ممدحه

‏جوفان والفقار

‏طلعت في سطحه لقيت الموز والعنب

‏وله مدارج ضامنة بالفضة والذهب

‏دونه عساكر حادقه بالخيل والركب

‏للحرب عازمة

‏بو براهيم جيت متعني لبيتك

‏لي ثلاثه شهور غايب مااجيتك

‏واحمد الله إني ف المجلس لقيتك

‏انت يا ساخي اليمان

‏بوابراهيم جيت متكلف ومعتني

‏ومن دخل دارك فهو يبشر ويغتني

‏اربع ميه ريال من كفك عطيتني

‏من خالص النية

‏سيدي وإني مرجي منك غارة

‏نيتي نرجع بعلمٍ والبشاره

‏هذا نص المطلبي

‏سيدي  لا أطلبك لا فضه ولا ذهب

‏ما أشا إلا مهرة لبسها من أحسن الذهب

‏واللي يراها خارجه قال  يا لله لك العجب

‏بالحسن والكمال

‏استحسن حاكم صبيا حينها  قصيدته وأمر أن تكتب له حجة استحكام على أرضه الواقعة في حصابي وبقي يحييها ويزرعها باستمرار  حتى أواخر العام ١٣٨٦هـ ، ناحت النائحة من مسكنه في قرية حفايا  تبكي سيدها

‏فعم الحزن جميع أمرحة خبت السيد من وادي بيض شمالًا حتى شهدة جنوبًا وكل بيت من بيوتها أطفأ سراجه حدادًا عليه .

‏حتى تلك الجميلة صباح دفنه بقيت تتلفت يمنةً ويسرة برقبتها فارعة الطول تبحث عن راعيها الذي رحل

‏إنها صولة وما أدراك ما صولة لقد كانت من أجمل نياقه وأغلاها التي قال فيها ذات يوم:

‏من يشا الناهي فلا يحلب مناحي

‏أما هي ترزم على وحي المضاحي

‏          ترعب القلب الشديد

‏لا عاديه كشحه ولا هي من السواحلي

‏في الطرف والنثره وطعمة محضها حلي

‏      في حزة العصار

‏دفن شاعرنا الكبير في مقبرة الحبيبة الواقعة غرب قرية أبو الحشاف

‏رحم الله السيد الشاعر الشعبي إبراهيم بن حسين بن محمد عارجي

‏============

‏جمع ودقق القصائد

‏الشاعر مهدلي قاسم عارجي

‏الشاعر أحمد علي عارجي

‏كتب السيرة

‏الأستاذ محمد عكفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى