مقالات مجد الوطن

حب و قبول الذات 

 

أن تكون مقبولاً، على ما أنت عليه، هو مفتاح احترام الذات الحقيقي .

 

هناك من الآباء و الامهات لا يريد أن يعرف الصورة الحقيقية ،التي تحصل في عقول أطفالهم و قلوبهم.

 

ماذا لو كنا نعرف منذ السنوات المبكرة لأطفالنا من هم؟

 

ماذا لو كنا استطعنا فهم لعبهم عن طريق مراقبة تفاعلهم و اختيارهم

للكلمات ، و اسلوبهم في اتخاذ القرارات ؟

 

وأي نوع من الأشخاص هم ؟

ثم معرفة الأساليب التي تشجعهم ، و المقارنات التي تضع لهم حدوداً ، والجهود الداعمة التي ستنجح معهم .

 

تخيل طفلة ،تنمو وسط تأكيد و دعم دائمين للطريقة التي ترى بها العالم ،و تتفاعل بها مع الآخرين ، و الطريقة التي تحب أن تلعب وفقها ،

و تتخذ القرارات ، و تستغل وقتها ، و ترتب غرفة ألعابها ، و تعبر عن مشاعرها ، كل ذلك جيد و طبيعي ومقبول .

 

و كذلك تخيل طفل آخر مثلها سينمو واثقاً من نفسه، و صادقاً ، و آمنا ،

و مستقلاً ، و محباً لأنه قد تربى في أحضان أبوين احتراماً، و تقبلاً ،و تكيفاً مع فرديته التي لا نظير لها ،

و احتفيا به .

 

نحن جميعا، نرغب إلى حد كبير في أن نكون مفهومين ، و مقبولين ، على ما نحن عليه .

 

هذا الفهم هو أعظم هدية يمكن أن نقدمه لأطفالنا ،

و هو الجوهر الحقيقي لإحترام الذات،لأن بعض الأطفال يتصرف بطريقة سلبية ،في الحياة مما يشعرنا بالغضب

و نصرخ قائلين :

” طبعاً هذا الولد لا يحترم نفسه ،انظر إلى سلوكه ، ينبغي أن يشعر بالخجل ، من الفعل الذي قام به .

 

الحقيقة هي أن نقص احترام الذات ليس سببه السلوك الضعيف ،وليس سبب السلوك الضعيف هو نقص احترام الذات .

 

إنه بسبب إهمال الآباء

و الأمهات ،و الإساءة العاطفية المنفرة التي ينتج عنها نفسيات مضطربة ،

و محطمة .

 

نحن نعلم جميعا بأنه لايمكن لأحد أن يحب شخصاً آخر، إلا إذا كان يحب نفسه ، فاحترام الذات هو في جوهره حب و قبول الذات .

 

الحرمان و عدم التقدير يخلق عند الأشخاص هوة عميقة ،إلى حد أنهم لا يتعلمون كيف يحبون الآخرين ، و كيف يتحملون مسؤليات أفعالهم ،

و يقضون حياتهم محاولين ملء الفراغ العاطفي الذين يشعرون به من وراء السلوك المدمر الذي تعرضوا له .

 

الحمد الله أن معظم الأطفال، لا يعيشون ظروف تعيسة تلغي احترام الذات .

 

علينا أن نتذكر أننا بدون وعي منا، و بحسن نية

وبطرائق مختلفة كالنقد المستمروالتعليقات ،التي تحط من قدر أطفالنا ،و عدم صبرنا عليهم ، واستعجالنا لهم لكي ينهوا المهام التي يستمتعون بها لكي يقوموا بشيء آخر نعتبره أكثر أهمية ، و الطريقة اللامبالية التي نرفض بها اهتمامهم و فضولهم تجاه الأشياء ، و الوقت الذي يعيش فيه أطفالنا سنوات من التذمر المتواصل ، و عدم التشجيع ، و عدم الاحترام ،و نقدنا لهم سيجعلهم يبدؤون برؤية أنفسهم مليئن بالعيوب،

و أنهم بحاجة إلى إصلاح كبير بدلاً من أننا نراهم كاملين و قادرين

و مقدسين بفطرتهم .

 

نحن نضعف ثقة الطفل بنفسه .

 

أطفالنا بحاجة إلى طريقة نعزز بها احترام الذات الحقيقي عندهم ،و ليس هناك اسلوب واحد للتربية سينجح مع كل طفل .

 

اقرأ في علم الطفولة

و صمم الطريقة التي ستربي بها ابنك .

 

إليك أفكار تساعدك على تعزيز الثقة لدى الأطفال:

 

– نادِه باسمه، وأشعِره بأن اسمه جميل.

– النظرة التي تمتلئ بالحب والدفء اجعلها دائما هي أساس التعامل

– التغذية النافعة أسلوب ضروري حتى يتعلم كيف يقوم بالأعمال والمهام.

– التغذية النافعة تعني أن أقدّم له ملاحظات ،وتوجيهات تحسن من أدائه عند تنفيذ المهام المنزلية ،

أو المدرسية أو الشخصية

– ابتعد عن الصراخ أو اللوم والتأنيب، واستعمل التوجيه اللطيف واطلب منه تكرار المهمة بالشكل الصحيح.

– اكتشف وادعم،

ميول الطفل منذ صغره وتقديم الدعم له حتى يعمل ما يحب ويستمتع بذلك أكبر وقت ممكن.

– دعه يجرب أشياء جديدة، تجريب الأشياء الجديدة ينمي لديه روح الاكتشاف والتجربة والمبادرة والجرأة وبالتالي تتحسن لديه مستويات الثقة.

– احتفل بإنجازاته، الصغيرة هي الطريق لتحقيق أحلامه ،المستقبلية بإذن الله،

– حسن من سلوكه وأخلاقه، فكلما نمت أخلاقه وتعلم السلوكيات والآداب كلما كون صورة إيجابية عن نفسه، وأصبح “محبوبا ”

– أشعره بأنه مهم لدى جميع أفراد الأسرة، وأن اجتماع الأسرة لا يتم إلا بحضوره، وأنكم لا تأنسون إلا بعد اكتمال حضور الجميع وهو منهم.

– أنصت له كما تنصت لزميلك في العمل، وتفاعل مع حواراته مهما كانت وتفاعل معها بدون إسكات أو مقاطعة.

– قدم له النصائح عندما يُقبل على مهمة جديدة

أو عند تعلم مهارة

– امنحه الفرصة للتواصل والاجتماع مع أقرانه،

– علمه السلوك الجيد وحذره من السلوك المرفوض والممنوع.

– درّبه على مهارة حل المشكلات، سيعرف كيف يبحث عن الحلول بدلا من الشعور بالعجز والضعف.

– بين له بأنه شخص جيد،

فتحسين الصورة الذهنية أمر مهم للغاية.

 

الكاتبة : ندى فنري

مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى