مقالات مجد الوطن

مودة الفؤاد    الندم … المميت

د

—————-

تنقضي أيام الحياة بحلوها ومرها ، ويحاسِب المرء نفسه في نهاية كل يوم قبل المنام على ما فعله في يومه من أعمال صالحة أو غير ذلك ، وقد يلوم نفسه ويندم على أمور عملها لا تستحق أن تكون بالوضع الذي كانت عليه ، ومن تلك الأمور التي يحزن القلب عليها الهجران وعدم التواصل مع الأخوان والأرحام خلال فترة نبض القلب بين الحنايا ؛ نعم سوف يندم المرء في يومٍ ما إذا بلغه خبر وفاة أخيه أو أحد أرحامه أو غيرهم ممن تربطه بهم علاقة دنيوية في حياة فانية فحينها يحس بالحزن الشديد والندم على عدم مواصلته له ؛ فنحن لا نعرف قيمة بعضنا إلا في النهايات عندما يرخى السِتار معلن نهاية حياة ذلك الشخص .

فما أجمل أن تقدم وردة في وقتها خير لك من أن تقدم كل ما تملك بعد فوات الأوان ؛ وأن تقول كلمة جميلة في الوقت المناسب أفضل من أن تكتب قصيدة بعد أن تختفي المشاعر .

فالأشياء التي تأتي متأخرة عن وقتها لا جدوى منها ؛ ولا داعي من فعلها ؛ فهي كقُبلة إعتذار ؛ ودمعة يتيمة على جبين ميّت .

فالأولى بنا أن لا نأجل فعل الأشياء الجميلة عن وقتها ؛ بل ينبغي أن نغتنم الأوقات المناسبة في حينها فقد لا تتكرر والوقت لا يعيدها مرة أخرى .

فالندم لا يفيد إذا فات الأوان ؛ ومضى الزمان .

فالندم شعور إنساني ينبع من الداخل فيكون نتيجة أن المرء فعل ما يستوجب الندم عليه فعلآ ، أو فوات ما يستوجب الندم ؛ والشعور بالندم له مرارة وغصة وحزن في النفس ؛ لا ينساها من تجرعها مهما طالت الأيام وتغيرت الأحوال ، وأشد أنواع الندم هو ما يكون على التقصير في حق الله تعالى من الفرائض والنوافل ، وفوات رحمته بالتقصير في جني حسناتها ؛ ثم الندم والحسافة على التقصير في حق الوالدين ؛ وهذا الندم لا يدركة الأولاد إلا أول ليلة بعد وفاة الوالدين أو أحدهما ؛ ثم يكون الندم على عدم وصل الإخوان والأرحام وغيرها من أمور التواصل المحمود .

فيا أخي الحبيب اغتنم ايام حياتك في الحياة وصل من وصلك، وواصل من قطعك ؛ وتغاضى عن الهفوات والزلات لتستمر الأفراح في حياتنا ؛ فحياتنا أيام معدودة ونصبح بعد إنصرامها ذكري للأبناء وأبنائهم والأرحام والأهل والأصحاب .

*نبيه بن مراد العطرجي*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى